انطلاقًا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، أعلن الملك سلمان بكل أمانة وبشعور منه بالتكافل والتآزر إنشاء "مركز الملك سلمان للإغاثة"، وسيذكر له التاريخ هذه الحركة النبيلة التي جسَّدت بحق مدى عمق تحمله للأمانة. وقد جاء هذا كنتيجة لما أحدثته الصراعات على الكراسي والمناصب من هؤلاء اللاهثين وراء الزعامات، مما أدى إلى تهجير شعوب وتفقير أخرى وفقدان أمم لاستقرارها، فأتى هذا المركز لإنقاذ النازحين والمتضررين من الصراعات، لفئة ضالة ممن يعملون على زرع الفتنة لنشر إيديولوجياتهم الظلامية الانقسامية.
عمل "مركز الملك سلمان للإغاثة" على تنفيذ مشروعات إنسانية وإغاثية بكل جرأة للحد من معاناة المتضررين التي تألمت لها القلوب الرحيمة أينما كانت بدءًا من ضحايا الانقلابيين الحوثيين الذين روعوا اليمنيين الأبرياء، ثم المشردين السوريين فكانت تصلهم مساعدات مختلفة تمثلت في سلال غذائية، وسيارات طبية إسعافية، وألبسة صوفية تقيهم برد الشتاء، بالإضافة إلى توزيع المحروقات عليهم للتدفئة، بعد إقامة مخيمات، عمل المركز على أن تكون فيها مرافق تذلل صعوبة الحياة لساكنيها، بالرغم من أن تلك المخيمات لم تسلم من استهداف الحوثيين لها و هجومهم الإجرامي عليها باستمرار.
أما اليتامى الفاقدين للسند العائلي فقد خصصت لهم مساعدات متنوعة ضمن مشروع "لست وحدك" للتخفيف من معاناتهم. كما شملت أعمال هذا المركز مناطق أخرى في العالم نذكر منها زامبيا، وكازاخستان، ومخيمات الروهينجا في بنجلاديش والقائمة تطول.
وقد أبلت وسائل الإعلام السعودية بلاءًا حسنًا بالتعريف بهذا المركز ونشر ثقافة التطوع من خلال ما شاهدناه من قوافل إغاثة لتحسين سبل العيش للفئات المتضررة، واحترامًا للإنسانية، وتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهؤلاء المتضررين الذين يبتهلون إلى المولى تعالى أن يجازي باعث هذا المركز و القائمين عليه أحسن الجزاء.
و لم تقتصر مشاريع "مركز الملك سلمان للإغاثة" على تقديم الإعانات العينية فحسب، بل تفرعت عنه مجالات أخرى منها تأهيل الأطفال المجندين في اليمن ودمجهم في مجتمع مدني آمن، وتلك المهتمة بنزع الألغام المهددة لحياة اليمنيين ضحايا الانقلابيين الماكرين وداعميهم، أعداء الحياة، والذين يمثلون الأذرع العسكرية لإيران التي ساءها هذا المشروع الملكي الإنساني الرائع و الرائد. كما أنشأ المركز مراكز تأهيل و تدريب مهني لمن بلغوا سن التوظيف لتدريبهم على حرفة ما وتشغيلهم فيما بعد لحسابهم الخاص أو في إحدى المؤسسات الصناعية.
وكلنا يذكر قصة الفتاة السورية "فاطمة" التي أصرت على تحقيق حلمها بإكمال دراستها عندما تأزمت الأوضاع في وطنها، فكان لها ما أرادت، حيث احتضنها "مركز الملك سلمان للإغاثة" والأمثلة كثيرة في هذا المجال.
ومما يدل على حسن تسيير هذا المركز ومقدرة القائمين عليه توقيع مذكرات تعاون بين العديد من المؤسسات لتوسيع عمله في عدة ميادين، و هو يعمل كذلك على إدماج جهات دولية تشاركية للرفع من قدراته الإغاثية، وتوسيع مجال تدخلاته عبر العالم.
وفي هذا الصدد، تعددت لقاءات المشرف العام على "مركز الملك سلمان للإغاثة"، الدكتور المقتدر عبد الله الربيعة مع العديد من المنسقين للمنظمات الإنسانية الأممية المختلفة الذين أشادوا بمشاريع هذا المركز وإنجازاته.
و يعتبر هذا المركز رائدًا و فريدًا من نوعه من حيث أهدافه الإنسانية، التي يشهد بها القاصي والداني لها، في زمن تسابقت فيه بعض الأنظمة الضالة إلى إنفاق أموال طائلة على دعم الإرهاب وتمويل المخربين وبث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وأحسن دليل على ذلك ما تقوم به إيران وأتباعها كنظام الحمدين وحزب الله الفئوي.
إن "مركز الملك سلمان للإغاثة" عنوان للتكافل و التضامن والتآخي وتخفيف معاناة المعذبين في الأرض، لكل هذا و من أجل هذا كان على المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعم ترشيح الملك سلمان لنيل جائزة نوبل للسلام احترامًا وتقديرًا له وللشعب السعودي الجبار بالرغم من أن هذا المركز في حد ذاته يعتبر أفضل جائزة، فهو مفخرة لخادم الحرمين الشريفين وللمنطقة العربية التي لها شرف مساعدة الفئات المنكوبة، خاصة وأن هذه الأعمال الإنسانية تنجز تلقائيًا من طرف المملكة دون انتظار لجزاء أو شكر سوى خدمة الإنسانية.
________________
* كاتب تونسي



