مع نهاية وبداية كل عام يكثر الحديث عن الأبراج، وتوقعات العام الجديد. شخصيًا لا أؤمن بهذه "الخرابيط"، وبالذات التنجيم المرتبط بها، يقول من يؤمن بهذه الأبراج إن هناك علاقة بينها وبين الصفات الشخصية لنا بني البشر المولودين بوقتها. كما يقال إن أصلها بابلي، ثم انتقلت للإغريق والرومان، وهناك أيضًا الأبراج الصينية، وهي تختلف عن الأبراج الغربية في بعض بالعناصر ومسميات أبراجها التي ارتبطت جميعها بالحيوانات.
ويقال إن لهذه الأبراج عناصر تؤثر في شخصية من يولد بها، وهي ستة عناصر للصينية والغربية "الماء - الهواء - النار -التراب - الخشب - المعدن"، ولقد شدني من هذه الأبراج برج صيني يسمى "برج الكلب" -أجلكم الله- والذي يتصف مواليده -حسب زعمهم- بالاهتمام بالآخرين والمودة والتواضع وغيرها!
مع أنني أؤكد على عدم تصديقي للأبراح إلا أن هناك برجًا واحدًا أؤمن بوجوده وأصدق تأثيره على مواليده. برج وحيد في ثقافتنا السعودية لا يرتبط بعناصر الأبراج الصينية والغربية، وإن تشابهت المسميات وهو "برج الكلب البلدي"! وعنصره الوحيد "قلة الذوق"، فمواليده يتصفون بالتناحة، وقلة الذرابة، وعدم الحياء، والتعدي على حقوق الآخرين. بعضهم بطيب نية، والقلة "حشف وسوء كيلة"، تجدهم في المواقف التي تقتضي الذوق العام، والتنظيم والترتيب والالتزام بالدور و"الصف والسرا"، حيث يظهر جليًا تأثرهم بهذا العنصر.
جميعنا صادفنا بعضًا من مواليد هذا البرج، بل لا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد فئة منهم، واليوم كدت أن أتقاطع الشر مع أحدهم، الذي تجاوز قاصدًا متجاهلًا مسرعًا عشرات السيارات الملتزمة بدورها في مسار دخول مواقف الحرم النبوي، مستغلًا تأخر من عليه الدور في التحرك ليدخل، ارتفع عندي لحظتها ضغط الدم، وانتفخت أوداجي، ووسوس لي قريني بأن آخذ من كل سيارة رجلًا، ونتعامل معه وفق ما يقتضيه الموقف، ولكني آثرت العقل، فنحن بجوار المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق عليه أفضل الصلاة والسلام.
الذوق والذرابة واحترام النظام وحق الدور والالتزام به صفات نبيلة تدل على خلق راقٍ، وكمسلمين يجب أن نكون أول من يلتزم بها، فديننا دين الأخلاق الحسنة.
قبل الختام لنتفق أننا جميعًا وبدون قصد قد نتقرب من صفات مواليد هذا البرج أحيانًا، ولكن لا يجب أن تكون هذه سمة من سماتنا.