في المدينة حيث يُكثَر الزِحام فَتزداد معه الضُوضاء والصَخب في الشوارع، بسبب العدد الهائل للسُكان، إضافة إلى انتشار المصانع وكثرة السيارات والشاحنات والإختناقات المرورية، ليس هذا فحسب بل أصبحت المدينة تعاني من ضُعف الحياة الإجتماعية، وضُعف الترابط، حتى صارت معه المدينة عُبئًا على الإنسان فيما يتعلق بالمُحِيْطين به، فأصبح الجار لا يعرف جاره، ولا يُلقي السلام عليه، ولا يعرف متى يِفرح ومتى يحزن، فالحياة في المدن الكبيرة تختلف تمامًا عن القرى كونها مركزًا للثقافة وللتجارة، وكثرة المرافق العامة وكثرة مراكز الترفيه هنا وهناك، وكل ذلك كان له دور فعال في ابتعاد الناس عن بعضهم، فالإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي يميل إلى الإستقرار، فالحياة في المدن أصبحت بعيدة كل البُعد عن نسيجنا الاجتماعي المعروف والمتآلف، ومعه أصبحت الهجرة العكسية من المدن الكبيرة إلى القرى الصغيرة ضُرورة اجتماعية؛ فالقرى التي تتسم بهوائها النقي، وبهدوئها الساحر، وطبيعتها الخلابة، التي تُسهم في تحقيق الراحة النفسية والاسترخاء، أفضل بكثير من العيش وسط الزحام والتلوث البيئي، وانتشار الأمراض بسرعة، فالقرية ذات المُجتمع الصغير والمُجتمع العَظيم، التي تُفوح من بين جدران أبنيتها القديمة عَبق الماضي، ومن بين جمال مبانية الحديثة تصاميم هندسية متطورة تبعث في أنفسنا الشعور بالراحة التامة، فكلنا نعلم بأنه قد تختلف طبيعة الحياة من قرية إلى قرية أخرى ولكن في مُجملها فهي تختلف إختلافًا شَاسِع عن المدينة وبعوامل كثيرة، حيث تجد في القرية الأمان والإستقرار وراحة النفس بسبب الهدوء والمناظر الرائعة والأجواء الجميلة والمزارع المتفرقة التي تتواجد بها أنواع متعددة من الطيور المغردة التي ترتاح لها النفس وتُطرب لها الآذان، في القرية لا تكاد تمر ذات يوم من أمام أحد من الناس دون أن تُلقي السلام عليه، في القرية يزداد الترابط بين الناس يعبرون به عن المحبة والمودة فيما بينهم، في القرية تجد قوة هذا التواصل والترابط الإجتماعي رغم انشغالاتهم وسعيهم في طلب الرزق، في القرية تجد كل شي جميل(الأنسان والطبيعة والهدوء والسكينة) في القرية طابع لا تجده في غيرها، في القرية عندما تمشي بين أزقتها وجدرانها وألوانها وسهولها وأوديتها وجبالها يحلو لك الهواء ويحلو لك الغُروب والشُروق ويحلو لك ضُوء القَمر ويحلو لك جمال النُجوم، ويحلو لك شُموخها وجَمالها، فقد أصبحت بيئة القرية مُحفِزة وجَذابه ومغرية مُقارنة بالعيش في المدن، حتى أصبحت علاجًا وإستقرارًا نفسيًا يبحث عنه كل شخص.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/articles/91502.html



