ها هو الثالث والعشرون من سبتمبر يطل علينا من جديد، حاملاً معه ذكرى وطنٍ توحَّدت أرضه، واجتمعت كلمته، وارتفعت رايته خفّاقة بالعز والمجد. إنه اليوم الوطني الخامس والتسعون، يوم الوحدة والتأسيس، يوم نستعيد فيه ملحمة التوحيد التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عام 1932م، حينما وحّد البلاد تحت راية واحدة، لتبدأ مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والبناء.
وشعار هذا العام "عِزّنا بطبعنا" يعبّر عن أصالتنا وقيمنا المتجذرة في الكرم والنخوة والطموح.
واليوم الوطني ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو إحساس بالفخر والانتماء، يومٌ يذكّرنا بأن حب الوطن طبعٌ يسكن قلوبنا جميعًا، وأن العزّة التي نعيشها ليست مكتسَبة من الخارج، بل نابعة من أصالتنا وقيمنا (عزّنا بأصالتنا).
المملكة اليوم تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، بفضل رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد، وتمكين الشباب، وتطوير التعليم، والحفاظ على تراثنا وهويتنا الأصيلة، مع الانفتاح على العالم.
ففي هذا اليوم نقول: وطننا ليس كأي وطن، هو مهد الرسالة، وقبلة المسلمين، وأرض الخير والعطاء. نحيا فيه بأمنٍ ورخاء، ونفديه بأرواحنا، ونرفع رايته عالية خفّاقة.
ويؤكد أن قوة وطننا ليست طارئة، بل هي طبع راسخ في أبنائه وبناته، وأن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة نحتفل بها، بل هو عهدٌ نُجدده بالولاء والوفاء، وانطلاقة نحو مستقبلٍ مشرقٍ بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله.
فلنرفع رايات الفخر، ولنعمل جميعًا من أجل رفعة وطننا، ولنهتف من قلوبنا: دام عزّك يا وطن، دامت أفراحك يا مملكة العز والمجد.



