المعلمين والمعلمات بناة العقول ومربو الأجيال، لهم كل التقدير والاحترام والإجلال لعِظَم الدور الذي يقومون به، ولهم الفضل على الكبير والصغير، ويستحقون أن تُوفَّر لهم سبل الاستقرار والحياة الكريمة التي تعينهم وتحفزهم على أداء مهمتهم التعليمية على أحسن وجه وأفضل حال.
وهذا هو الحاصل من قبل الدولة – أيدها الله – التي وفّرت جميع الإمكانيات في سبيل أن يكون التعليم ومنسوبوه في المستوى المطلوب.
ولعل ما يعاني منه بعض المعلمين والمعلمات، خاصة من يعمل معلماً وزوجته معلمة، أن يكون تعيين كل منهما في منطقة بعيدة عن منطقة الآخر، وعند بداية كل عام دراسي يعتبر ذلك سبباً في تفرق الأسرة وذهاب كل منهما بعيداً عن الآخر، ويؤثر ذلك على أطفالهم وعلى استقرارهم الاجتماعي، ويشتت جهودهم ويؤثر عليهم نفسياً، وأعتقد أن ذلك قد يؤدي لتقصيرهم في واجبهم.
وأمام هذا التشتت والبعد وما يترتب على ذلك من مخاطر السفر، وبعد الأطفال عن والدهم، إذ في الغالب يكونون مع والدتهم.
وأعرف أن في وزارة التعليم نظاماً للمّ الشمل، وإن كنت لا أعلم هل هو معمول به حالياً أم لا، وأعتقد أنه ساهم في حل الكثير من المشاكل القائمة حالياً.
ومما لا شك فيه أن وزارة التعليم قادرة على لمّ شمل هذه الفئة الغالية على الجميع، والوزارة تدرك أهمية توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم، وتمكينهم من الجمع بين رعاية أطفالهم وأداء عملهم على الوجه المطلوب في بيئة مستقرة ومريحة.
ونحن هنا نشارك بهذا التذكير من باب «الذكرى تنفع المؤمنين»، خشية أن تكون لدى الوزارة أمور ومسؤوليات كبيرة تشغلها عن هذا الجانب الإنساني المهم، الذي نتمنى أن يكون له الصدى الإيجابي والتجاوب المطلوب.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والمنفعة.



