منوعات
هل يستطيع برنامج “كوفاكس” توفير لقا…
تاريخ التحديث: 14 فبراير 2021 2:05 GMT
تاريخ النشر: 13 فبراير 2021 20:54 GMT
هل يستطيع برنامج “كوفاكس” توفير لقاحات “كورونا” للدول النامية فعلا؟
+A
-A
المصدر: أبانوب سامي – إرم نيوز
تنتظر عشرات البلدان النامية في جميع أنحاء العالم بتوتر، لترى ما إذا كان برنامج كوفاكس سيوفر لقاحات فيروس كورونا التاجي، التي تحتاج إليها لوقف الوباء، بينما بدأت الدول الغنية تمضي قدما في التحصين بالفعل.
أُنشئ برنامج كوفاكس في حزيران يونيو العام الماضي، من قِبل تحالف ”جافي“ ضد اللقاحات، وهو تحالف يهدف إلى تعزيز إمكانية الحصول على اللقاح في البلدان الفقيرة؛ والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة؛ ومنظمة الصحة العالمية.
ووفقا لصحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، يهدف البرنامج إلى ضمان التوزيع العالمي العادل للقاحات، في البداية من خلال توفير 2 مليار جرعة للبلدان المشاركة في عام 2021، التي سيذهب ما لا يقل عن ثلثيها مجاناً إلى 92 اقتصاداً من الاقتصادات المنخفضة الدخل.
وعلى الرغم من أن كوفاكس يقول إنه في طريقه إلى تحقيق الهدف، إلا أنه بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الدول الغربية في تطعيم سكانها، لم يقدم كوفاكس جرعاته الأولى بعد، تاركا العديد من البلدان النامية دون أي لقاحات تبدأ بها التطعيمات.
وقالت جيني أوتنهوف، مديرة السياسات في حملة ”وان“ لمكافحة الفقر في العالم: ”تخلف برنامج كوفاكس عن الركب العالمي لأنه يفتقر إلى القوة الشرائية للتنافس مع الدول الغنية لشراء اللقاحات.
وفي حين قدمت المملكة المتحدة 21 جرعة لكل 100 مقيم، وقدم الاتحاد الأوروبي 4.2، لم تقدم بنغلاديش سوى 0.02، وميانمار 0.007، وفقا لأحدث البيانات التي جمعتها الصحيفة.
ولم تقدم بلدان أفريقية كثيرة حتى الآن جرعة واحدة.
هذه الفجوة الآخذة في الاتساع هي رمز صارخ للتحديات التي واجهها كوفاكس في محاولة تحويل الدعم النظري لفكرة حملة التطعيم العالمية إلى واقع.
وفي حين دعمت معظم الاقتصادات المتقدمة كوفاكس، تنافست تلك الحكومات نفسها ضده للحصول على إمدادات اللقاحات الشحيحة من المصنعين.
ويقدر المستفيدون من كوفاكس، مثل نيجيريا، طموح البرنامج ولكنهم يتفقون على أنه يكافح لأجل ذلك.
وقال الدكتور فيصل شعيب، مدير الوكالة الوطنية لتطوير الرعاية الصحية الأولية في نيجيريا، وهي البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا ”ندرك أن كوفاكس يبذل قصارى جهده بينما تقوم الدول الغنية باقتناص اللقاحات“.
في البداية، كان من المفترض أن يكون كوفاكس مركزاً واحداً لطلبات اللقاحات في العالم، تشتري منه جميع البلدان الغنية والفقيرة جرعاتها، ولكن سرعان ما سعت الدول الغنية ومتوسطة الدخل إلى عقد صفقاتها الثنائية الخاصة، وتفوقت القومية على التعددية.
ويقول بعض المراقبين، إن هذا كان أمرا حتميا، في إشارة إلى أن كوفاكس كان يمكن أن يتقدم بسرعة أكبر وأكثر كفاءة لو أنه قد تقبل هذا الواقع في وقت سابق.
وقال خبير دولي في مجال الرعاية الصحية طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، إن ”وجود برنامج كوفاكس جيد، لكن بعض الأطراف فيه كانوا مفرطين في التفاؤل أو ساذجين فيما يتعلف بالحل متعدد الأطراف للوباء“.
وعلى الرغم من الانتقادات القائلة بأن مثل هذا النهج المزدوج يأخذ الإمدادات من الدول النامية إلى الغنية، يجادل كوفاكس بأن مشاركة البلدان ذات الدخل المرتفع كمشترين للقاحات أمر بالغ الأهمية لتحقيق طموحاتها في خدمة الدول الفقيرة.
وجادلت مؤسسة جافي بأنه ”لكي ينجح كوفاكس على نطاق طموحه، من المهم أن يخدم المجموعتين (الدول الثرية والنامية)، حيث أثبتت أموال المشاركين الذين يمولون أنفسهم أنها حيوية لتمكين قدرتنا على عقد صفقات مع المصنعين“.
وأعربت جافي عن تفاؤلها من أن كوفاكس سيبدأ في تقديم اللقاحات في شباط فبراير، وأن الثقة في البرنامج ستزداد.
وفي رواندا، قال وزير الصحة الدكتور دانيال نغاميي، إنه يتوقع وصول الدفعة الأولى من طلبية 996 ألف جرعة من لقاح أكسفورد/استرازينيكا في غضون أسابيع، إلى جانب بعض الجرعات من لقاح بيو إنتيك/فايزر.
وأضاف أن كوفاكس وعد بتقديم 7 ملايين جرعة بحلول نهاية العام، وهو أكثر من كاف لتحصين 25% من سكان رواندا البالغ 13 مليون نسمة باللقاح ذي الجرعتين، وقال إن البرنامج يعمل حتى الآن.
وأعلن كوفاكس الأسبوع الماضي أنه سيقدم 337.2 مليون جرعة على مستوى العالم بحلول يونيو، مع زيادة وتيرة التسليم خلال النصف الثاني من العام.
وسيعتمد كوفاكس بشكل كبير على لقاح أكسفورد/استرازينيكا، لا سيما خلال الأشهر الستة المقبلة، وهو لم يشتر سوى عدد قليل من اثنين من اللقاحات الأخرى الأكثر تقدما التي طرحتها شركتا موديرنا وفايزر/ بيو انتيك، التي تستخدم تكنولوجيا mRNA وأثبتت فعاليتها العالية ضد الفيروس التاجي.
وقال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لجافي، إن شركاء كوفاكس كانوا قلقين بشأن أسعار لقاحات الـ mRNA وعدم توافرها في البداية، وضرورة الاحتفاظ بها في درجات حرارة منخفضة للغاية.
وشرح: ”قد نشتري في نهاية المطاف المزيد من تلك الجرعات، وسيكون التحدي هو خفض الأسعار وتحسين القدرة على تحقيق الاستقرار“.
ويأمل كوفاكس أن يكون هدفه لعام 2021 كافيا لضمان تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر والضعفاء في جميع أنحاء العالم، فضلا عن العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، بحلول نهاية العام، أي ما لا يقل عن 20% من سكان العالم.
وأوضح جافي أنه ”مع توفر التمويل الصحيح، قد يكون من الممكن تقديم المزيد، وقد تصل النسبة لـ27%“.
وأبدت سمية سواميناثان، رئيسة علماء منظمة الصحة العالمية، ثقتها في أن كوفاكس سيفي بوعوده، ولكنها قالت إنه من الواضح أن الجرعات الأولية ستكون ”محدودة“ بسبب المنافسة العالمية على الإمدادات الشحيحة.
منوعات
هل يستطيع برنامج “كوفاكس” توفير لقا…
تاريخ التحديث: 14 فبراير 2021 2:05 GMT
تاريخ النشر: 13 فبراير 2021 20:54 GMT
هل يستطيع برنامج “كوفاكس” توفير لقاحات “كورونا” للدول النامية فعلا؟
+A
-A
المصدر: أبانوب سامي – إرم نيوز
تنتظر عشرات البلدان النامية في جميع أنحاء العالم بتوتر، لترى ما إذا كان برنامج كوفاكس سيوفر لقاحات فيروس كورونا التاجي، التي تحتاج إليها لوقف الوباء، بينما بدأت الدول الغنية تمضي قدما في التحصين بالفعل.
أُنشئ برنامج كوفاكس في حزيران يونيو العام الماضي، من قِبل تحالف ”جافي“ ضد اللقاحات، وهو تحالف يهدف إلى تعزيز إمكانية الحصول على اللقاح في البلدان الفقيرة؛ والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة؛ ومنظمة الصحة العالمية.
ووفقا لصحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، يهدف البرنامج إلى ضمان التوزيع العالمي العادل للقاحات، في البداية من خلال توفير 2 مليار جرعة للبلدان المشاركة في عام 2021، التي سيذهب ما لا يقل عن ثلثيها مجاناً إلى 92 اقتصاداً من الاقتصادات المنخفضة الدخل.
بعد “طفرة” في إصابات “كورونا”.. حظر تجوال جزئي في العراق
أمريكا تشعر بقلق بالغ إزاء تقرير منظمة الصحة عن منشأ كورونا
وعلى الرغم من أن كوفاكس يقول إنه في طريقه إلى تحقيق الهدف، إلا أنه بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الدول الغربية في تطعيم سكانها، لم يقدم كوفاكس جرعاته الأولى بعد، تاركا العديد من البلدان النامية دون أي لقاحات تبدأ بها التطعيمات.
2021-02-565609ab-ef97-4dd1-b6df-99b807dbebfc
وقالت جيني أوتنهوف، مديرة السياسات في حملة ”وان“ لمكافحة الفقر في العالم: ”تخلف برنامج كوفاكس عن الركب العالمي لأنه يفتقر إلى القوة الشرائية للتنافس مع الدول الغنية لشراء اللقاحات.
وفي حين قدمت المملكة المتحدة 21 جرعة لكل 100 مقيم، وقدم الاتحاد الأوروبي 4.2، لم تقدم بنغلاديش سوى 0.02، وميانمار 0.007، وفقا لأحدث البيانات التي جمعتها الصحيفة.
ولم تقدم بلدان أفريقية كثيرة حتى الآن جرعة واحدة.
هذه الفجوة الآخذة في الاتساع هي رمز صارخ للتحديات التي واجهها كوفاكس في محاولة تحويل الدعم النظري لفكرة حملة التطعيم العالمية إلى واقع.
وفي حين دعمت معظم الاقتصادات المتقدمة كوفاكس، تنافست تلك الحكومات نفسها ضده للحصول على إمدادات اللقاحات الشحيحة من المصنعين.
ويقدر المستفيدون من كوفاكس، مثل نيجيريا، طموح البرنامج ولكنهم يتفقون على أنه يكافح لأجل ذلك.
وقال الدكتور فيصل شعيب، مدير الوكالة الوطنية لتطوير الرعاية الصحية الأولية في نيجيريا، وهي البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في أفريقيا ”ندرك أن كوفاكس يبذل قصارى جهده بينما تقوم الدول الغنية باقتناص اللقاحات“.
2021-02-nationalherald_2021-01_68653f9d-384b-4ac9-8b65-d838dcf79f92_vaccine
في البداية، كان من المفترض أن يكون كوفاكس مركزاً واحداً لطلبات اللقاحات في العالم، تشتري منه جميع البلدان الغنية والفقيرة جرعاتها، ولكن سرعان ما سعت الدول الغنية ومتوسطة الدخل إلى عقد صفقاتها الثنائية الخاصة، وتفوقت القومية على التعددية.
ويقول بعض المراقبين، إن هذا كان أمرا حتميا، في إشارة إلى أن كوفاكس كان يمكن أن يتقدم بسرعة أكبر وأكثر كفاءة لو أنه قد تقبل هذا الواقع في وقت سابق.
وقال خبير دولي في مجال الرعاية الصحية طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الموضوع، إن ”وجود برنامج كوفاكس جيد، لكن بعض الأطراف فيه كانوا مفرطين في التفاؤل أو ساذجين فيما يتعلف بالحل متعدد الأطراف للوباء“.
وعلى الرغم من الانتقادات القائلة بأن مثل هذا النهج المزدوج يأخذ الإمدادات من الدول النامية إلى الغنية، يجادل كوفاكس بأن مشاركة البلدان ذات الدخل المرتفع كمشترين للقاحات أمر بالغ الأهمية لتحقيق طموحاتها في خدمة الدول الفقيرة.
وجادلت مؤسسة جافي بأنه ”لكي ينجح كوفاكس على نطاق طموحه، من المهم أن يخدم المجموعتين (الدول الثرية والنامية)، حيث أثبتت أموال المشاركين الذين يمولون أنفسهم أنها حيوية لتمكين قدرتنا على عقد صفقات مع المصنعين“.
وأعربت جافي عن تفاؤلها من أن كوفاكس سيبدأ في تقديم اللقاحات في شباط فبراير، وأن الثقة في البرنامج ستزداد.
وفي رواندا، قال وزير الصحة الدكتور دانيال نغاميي، إنه يتوقع وصول الدفعة الأولى من طلبية 996 ألف جرعة من لقاح أكسفورد/استرازينيكا في غضون أسابيع، إلى جانب بعض الجرعات من لقاح بيو إنتيك/فايزر.
وأضاف أن كوفاكس وعد بتقديم 7 ملايين جرعة بحلول نهاية العام، وهو أكثر من كاف لتحصين 25% من سكان رواندا البالغ 13 مليون نسمة باللقاح ذي الجرعتين، وقال إن البرنامج يعمل حتى الآن.
وأعلن كوفاكس الأسبوع الماضي أنه سيقدم 337.2 مليون جرعة على مستوى العالم بحلول يونيو، مع زيادة وتيرة التسليم خلال النصف الثاني من العام.
وسيعتمد كوفاكس بشكل كبير على لقاح أكسفورد/استرازينيكا، لا سيما خلال الأشهر الستة المقبلة، وهو لم يشتر سوى عدد قليل من اثنين من اللقاحات الأخرى الأكثر تقدما التي طرحتها شركتا موديرنا وفايزر/ بيو انتيك، التي تستخدم تكنولوجيا mRNA وأثبتت فعاليتها العالية ضد الفيروس التاجي.
وقال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لجافي، إن شركاء كوفاكس كانوا قلقين بشأن أسعار لقاحات الـ mRNA وعدم توافرها في البداية، وضرورة الاحتفاظ بها في درجات حرارة منخفضة للغاية.
2021-02-COVID-19-Vaccine-Generic-1
وشرح: ”قد نشتري في نهاية المطاف المزيد من تلك الجرعات، وسيكون التحدي هو خفض الأسعار وتحسين القدرة على تحقيق الاستقرار“.
ويأمل كوفاكس أن يكون هدفه لعام 2021 كافيا لضمان تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر والضعفاء في جميع أنحاء العالم، فضلا عن العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، بحلول نهاية العام، أي ما لا يقل عن 20% من سكان العالم.
وأوضح جافي أنه ”مع توفر التمويل الصحيح، قد يكون من الممكن تقديم المزيد، وقد تصل النسبة لـ27%“.
وأبدت سمية سواميناثان، رئيسة علماء منظمة الصحة العالمية، ثقتها في أن كوفاكس سيفي بوعوده، ولكنها قالت إنه من الواضح أن الجرعات الأولية ستكون ”محدودة“ بسبب المنافسة العالمية على الإمدادات الشحيحة.
بسبب تلقي الرئيس السابق لقاح “كورونا”.. استقالة وزيرة الصحة في البيرو
واضافت: ”نحن بحاجة إلى ضمان حصول معظم الفئات المعرضة للخطر على اللقاح في نفس الوقت وفي جميع أنحاء العالم تقريبًا، بدلاً من تطعيم دولة بأكملها قبل التفكير في الأمر“.
ويعتبر موضع الجدال هو مدى ضرورة انتشار كوفاكس على المدى الطويل، ففي نهاية المطاف، يتطلب توفير اللقاحات لغالبية كبيرة من سكان العالم البالغ عددهم 7.8 مليار نسمة، ضخاً أكبر للمال وربما سنوات من العمل على الطرح الكامل.
وقال بيركلي: ”لا أحد يعرف ما إذا كنا بحاجة لتطعيم 100% من سكان العالم أم مجرد جزء منهم“.