إن فقدان النوم ليس أمرًا مفيدًا لصحتك، خاصة إذا كان مزمنًا؛ إذ ترتبط قلة النوم بمشاكل صحية خطيرة مثل السمنة وأمراض القلب واضطرابات المزاج.
وسواء كنت تعاني من الأرق الكامل، أو لاحظت أن جودة نومك تتأثر مؤخرًا، فقد تكون هناك بعض المشكلات الأساسية التي تؤثر على نومك.
وقالت أخصائية الطب الوظيفي، ماجي بيرغوف لموقع “ cnet“؛ إن هناك 5 مشاكل صحية شائعة قد تكون وراء مشكلات النوم، وهي:
أولا: مشاكل الغذاء
يمكن أن تؤثر عادات التغذية السيئة على نومك لعدة أسباب؛ فإذا كنت لا تتناول كميات متوازنة ومناسبة من البروتين والدهون والكربوهيدرات، فقد يكون سكر الدم زائدًا، وإذا لم يتم تنظيم نسبة السكر في الدم على مدار اليوم، فقد يرتفع وينخفض مرة أخرى في الليل، مما قد يوقظك.
وأضافت، أن ”النظام الغذائي يلعب دورًا كبيرًا في تنظيم النوم، وتقليل الأطعمة الالتهابية التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل السكر أو الكربوهيدرات البسيطة قد يحسن النوم، هذا إلى جانب التخلص من الأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الصحية مثل الخس أو الليمون، وهو ما سيحسن أيضًا نوعية النوم وكميته“.
وتابعت أن ”هناك حاجة أيضًا إلى بعض الفيتامينات والمعادن لنوم جيد؛ فإذا كان لديك أي نوع من النقص، فقد يؤثر ذلك على نومك“.
وأوضحت، أن ”فيتامين ب“ عادةً يرتبط بجودة النوم، ولكن إذا كان فيتامين ب الخاص بالشخص جيدًا، فقد يكون السبب في ذلك هو المغنيسيوم أو الزنك أو نقص المغذيات الأخرى.
وأوصت بيرغوف بتجنب تناول الطعام قبل موعد النوم مباشرة، ويمكن أن تتوقف عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات.
ثانيًا: اختلال التوازن الهرموني أو مشاكل الغدة الدرقية
وقالت بيرغوف: ”إذا لم يتم تنظيم الهرمونات بشكل صحيح، فقد يؤثر ذلك على النوم ودرجة حرارة جسمك طوال الليل“، مضيفة أن ”هناك مشكلة أخرى يجب الانتباه إليها وهي مشاكل فرط أو قصور الغدة الدرقية؛ فإذا كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط، فقد يكون من الصعب بشكل خاص قضاء ليلة نوم مريحة“.
ويفضل إذا كان لديك نشاط بالغدة الدرقية، تناول الحبوب الكاملة، أو الأسماك، والخضراوات والفاكهة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة، والأطعمة المصنعة، كما يجب أيضًا اللجوء للطبيب.
ثالثًا: اضطراب الساعة البيولوجية
يعرف الكثير من الناس، أن التكنولوجيا تعبث بنومنا، ويعتقد أن أحد أكبر المذنبين في ذلك هو ”الضوء الأزرق“.
وقالت بيرغوف :“إن الإيقاع اليومي هو الساعة البيولوجية للجسم، وهو يساعد على تنظيم دورات نومك واستيقاظك، ويظهر هذا الاضطراب على سبيل المثال عندما يكون لديك عادات نوم غير منتظمة، أو عند التعرض للضوء الأزرق طوال اليوم وقبل وقت النوم، مضيفة أن ذلك سيؤثر سلبًا على النوم“.
وأضافت إن إحدى الطرق للمساعدة في ضبط إيقاعك اليومي بشكل صحيح هي الخروج والحصول على ضوء الشمس في الصباح وبعد الظهر وقبل حلول الظلام.
وتابعت إن ارتداء نظارات لحجب الضوء الأزرق في المساء، وتشغيل هاتفك في وضع الليل، واستخدام برنامج لضبط ضوء شاشات الكمبيوتر في المساء، كل ذلك سيساعدك.
رابعًا: انقطاع النفس الانسدادي النومي
إن توقف التنفس أثناء النوم هو حالة خطيرة لا تؤثر فقط على جودة نومك، ولكنها قد تعرضك أيضًا لخطر الإصابة بأنواع مختلفة من المشاكل الصحية الأخرى، مثل السكتة الدماغية.
وإذا كنت تعاني من توقف التنفس أثناء النوم، فقد يطلب منك الطبيب استخدام جهاز يساعدك على التنفس ليلًا، كذلك يرتبط توقف التنفس أثناء النوم بزيادة الوزن، ولذا غالبًا ما يجد الناس الراحة منه بعد فقدان الوزن الكافي لمساعدتهم على التنفس بشكل أفضل.
ويتطلب توقف التنفس أثناء النوم إجراء اختبار للتأكد، لذا استشر طبيبك إذا كنت تشك في أنك مصاب به.
خامسًا: القلق والتوتر
يمكن أن يؤدي يوم أو أسبوع مرهق إلى إبقاء أي شخص مستيقظًا في الليل، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى المزيد من مشاكل النوم المزمنة.
وعلى الرغم من أن الجميع يعانون من الإجهاد، فإذا كنت لا تتعامل معه بطريقة صحية أو تشعر بالإرهاق الشديد، فإنه يمكن أن يضع جسمك في حالة إجهاد مزمن.
وقالت بيرغوف: قد يكون من المفيد محاولة عمل أنشطة الاسترخاء قبل النوم، مثل القراءة أو كتابة اليوميات.
واقترحت أن تقوم قبل النوم، بتنشيط الجهاز السمبثاوي ”الراحة والهضم“ بتقنيات التنفس، وأوصت بالتنفس من خلال أنفك لمدة خمس ثوانٍ، والإمساك عن التنفس لمدة خمس ثوان، وإخراج زفير لمدة خمس، وتكرار هذا مرتين إلى ثلاث مرات لاسترخاء جسمك وتهدئة عقلك استعدادًا للنوم.
