وجَّه الأستاذ فضا بين البقمي محافظ القنفذة السابق رسالة إلى أهالي المحافظة، بعد إحالته إلى التقاعد، جاء فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله حمد الشكرين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،
السادة الأفاضل رؤساء الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية، شيوخ القبائل والأعيان، الأهالي الكرام في محافظة القنفذة، وأنا اودعكم أُشهد الله على محبتكم.
قدمت إلى محافظتكم الموقرة وأنا أحمل أمانة العمل والمسؤولية، وأنوء بثقل الثقة التي مُنحتها من ولاة الأمر، وباشرت أعمالي في ثلة من الرجال الأوفياء، وَحَسبتُ أن التكليف وما حواه قد تماهت أعماله في نواحيه، وأني قد شَدَدتُ أسري بفريق عملي، وأنني أستشرف مُستقبلًا واعدًا في محافظة القنفذة، ولكن لا أخفيكم ذُهُولًا عارمًا جالني وأنا أتَفَقَدُ أواسط المحافظة وأجهَدُ سفرًا إلى أطرافها جبلًا وسهلًا وساحلًا.
وَعُدتُ أشكر ربي أن جاء بي إلى هذه المدينة الحالمة في أحضان الساحل والوصيفات حولها من القرى الظاهرة، وإلى هولاء الأماجد أهل الحل والعقد والرشد. وشكرت ولاة الأمر على الثقة الغالية أن مُنحت شرفها للعمل في هذه المحافظة الغالية.
واليوم وأنا أودعكم ويغادركم بدني، أترك لكم قلبي وَدَفق شرايينه وأوردته تَسيل بمعسول حديثكم الصادق الصافي والمُروي لكل سُلامة في جسدي، وكل طمأنينة سَرت تَلثِم مكدود نفسي.
أودعكم أهلي وسهيل اليماني والأنجم الزُهر تبارك ليلة مصادفتي لكم وانتمائي لمحافظتكم واندماجي في مجتمعكم المُتعاضد المُتأخي. أحسست ساعتها بأن العمل الأمني والاجتماعي والثقافي مكنوز في أكنان وأفنان مواطني هذه المحافظة، وأن رِيع عقولهم فياض رَبيعٍ مُقبل، فأعددت لكم موطأً في ثنايا مُهجتي، ونواميس فكري، كي أنعم بالإنجاز والتمكين الحضاري لهذه المحافظة الواعدة في المحافل الوطنية.
أحمد الله المُنعم على نعمه الظاهرة والباطنة، واستميحكم عذرًا عن كل نقص جرى وهو غير مقصود، وأنني سَخَّرت كل جوارحي لخدمتكم التي تَقصر عما قدمتم لي ولمحافظتكم وكنتم الأزر والعون في كل عمل عظيم شرعنا في إنجازه للمحافظة والمواطن.
أسرجنا بكم صروح العمل، وأطفنأ بكم التجافي والإحن، وَغدونا مجتمعًا مُتآلفًا. أبارك لنفسي شرف خدمة الوطن العظيم، وولاة الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والحكومة الرشيدة، واستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتم أعمالكم”.