منبر - التحرير :  

يقول العلماء، إذا أردت أن تبقى شابًا، عليك أن تبقي خلاياك شابة، وما يحدد عمر الخلية هو الحمض النووي الخاص بها؛ حيث يمكن أن تؤدي دورات الانقسام إلى إطلاق عملية الشيخوخة بشكل متسارع، إلى أن تتوقف الخلية في النهاية عن الانقسام تمامًا، ولكن الباحثين وجدوا مؤخرًا أن التمرين يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة الحمض النووي، وكذلك على شباب الخلية.

وفي دراسة صغيرة لجامعة لوفان ببروكسل، نشرت في مجلة العلوم المتقدمة، وجد الباحثون أن النشاط البدني المعتدل الكثافة يساعد في كبح شيخوخة الخلايا، بعد أن درسوا جزءًا محددًا من الحمض النووي يتتبع عدد المرات التي انقسمت فيها الخلية، ففي كل مرة تنقسم فيها الخلية، تقوم بنسخ الحمض النووي الخاص به، الذي يتم تعبئته في الكروموسومات، وهذا القسم من الكروموسومات الذي يسمى التيلوميرات يصبح أقصر، وفي هذه الدراسة تم تحديد جزيء مسئول عن توجيه هذا التقصير، فيما لم يكن يعرف الكثير عن كيفية سيطرة الكروموسومات على عملية قص الحمض النووي قبل ذلك.

وفي الدراسة، قام الباحثون بتجنيد 10 أشخاص أصحاء لركوب الدراجات الثابتة لمدة 45 دقيقة، وأخذ خزعة عضلية من كل من ساقي المشاركين قبل وبعد جلسة ركوب الدراجات، مع قياس مستويات الدم في وظائف العضلات باستخدام اللاكتات، التي تنتجها خلايا العضلات عند إجهادها، وبناءً على تحليل هذه العينات، وجد الباحثون أن مركبًا يسمى عامل التنفس النووي ينظم إنتاج عامل يتحكم بدوره في تقصير التيلوميرات.

وبذلك فإن التمرين يعزز مستويات هذا العامل، الذي يحمي بدوره التيلوميرات من الاقتحام، وشبهه الباحثون بطلاء الأظافر الذي يحميها من الإختراق، قائلين إنه لا يمكنك تغيير الظفر، لكن يمكنك تغيير الطلاء مرارًا وتكرارًا، وما تفعله هو تحديث القسم القديم واستبداله بجزيئات واقية جديدة في التيلوميرات، ومع كل نوبة من التمرينات المعتدلة، فإن الحماية للتيلوميرات تنتعش، مما يساعد الحمض النووي وبالتالي الخلايا على البقاء شابة، وإيقاف عملية الشيخوخة، وتتجدد الحماية باستمرار عند التمرين.

كما أن هناك أدلة أخرى تدعم العلاقة بين التمرين وتأثيره على التيلوميرات، حيث يعد أيضاً جزءًا من المسار الذي يتم تنشيطه أثناء الجوع، وقد أوضحت بعض الدراسات بالفعل أن اتباع نظام غذائي قد يساعد الخلايا على البقاء شابة من الناحية البيلوجية، وفي الوقت الحالي توفر نتائج الدراسة دعمًا قويًا على أن التمرينات قد تبقينا شبابًا عن طريق الحفاظ على شباب الحمض النووي.