جاءت جائزة الشيخ الدكتور عائض القرني للتميّز بمثابة مبادرة نوعية ذات بُعد وطني وحضاري وثقافي، فهي تعكس روح الوفاء لأهل البذل والعطاء في ميادين الفكر والإبداع والريادة المجتمعية. وقد لاقت هذه الجائزة صدى واسعًا على المستويين الاجتماعي والإعلامي، نظرًا لانسجامها مع أهداف الرؤية المباركة لبلادنا، واتفاقها مع توجيهات قيادتنا في تشجيع أهل العطاء، ولِما تحمله من رمزية في اسمها ومضمونها، وما تعكسه من تكريم للقدوات وأهل التميز.
وعلى ذلك، كان حفل تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى وسط حضور كبير ضاقت به كراسي وردهات قاعة كلية التقنية للبنات ببلقرن، وظهرت أصداء واسعة للجائزة وحفلها.

على الصعيد الاجتماعي
لم تكن الجائزة حدثًا عابرًا، بل تحولت إلى مساحة احتفاء جماعي بمن صنعوا الفارق على مسرح الحياة. وقد احتشد النُخب من أصحاب المعالي وكبار الشخصيات من المثقفين والأكاديميين ورواد العمل الإنساني والتطوعي، ليشهدوا لحظة امتنان لأصحاب البصمة. ووجدنا في الحضور وجوهًا تمثل مختلف شرائح المجتمع من مختلف القبائل والقرى في السراة وتهامة، وشهدت قاعة الحفل لقاءات بين الأصدقاء الذين باعدت بينهم ظروف الحياة وجمعتهم الجائزة،
وإلى ذلك لمسنا التفاعل الكبير مع فقرات الحفل وعند إعلان أسماء الفائزين والفائزات.
وفي مساحة خاصة و واسعة من القاعة كانت سيدات المجتمع يأخذن مكانهن في الحفل، ويتفاعلن مع أحداثه، خاصة عند إعلان اسمَي الفائزتين براء وأريج، وكل هذا يعكس الالتفاف حول الجائزة وأهدافها السامية.

حراك إعلامي واسع
امتد الحديث عن الجائزة في المجالس وعبر وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن إعجابهم بالفكرة وتقديرهم للنهج الذي تسلكه الجائزة في تسليط الضوء على المتميزين، معتمدةً على الأثر الحقيقي للفائزين، وسط استعراض لمقتطفات من سيرهم الذاتية المرصعة بالإنجازات.
وقد تناقلت التقنية بوسائطها المتعددة أجزاء كبيرة من الحفل، في حدث فريد في التفاعل والحراك الإعلامي والحضور الجماهيري.

بُعد وطني وثقافي
أبرزت الجائزة، منذ الإعلان الأول عنها، تمسكها بالمساهمة في تحقيق أهداف الرؤية المباركة لبلادنا، وانطلاقها من توجيهات القيادة في دعم المبدعين من أبناء وبنات الوطن، ودعم ثقافة التكريم والاهتمام بالمتميزين، فكانت مبادرة الدكتور عائض القرني بهذه الجائزة، وقد انضمت إلى مثيلاتها من المبادرات الفردية في تكريم البارزين.
وانطلق الحفل بالنشيد الوطني بما فيه من الدلالة ومشاعر الفخر والاعتزاز ثم جاء دور المتحدثين والشعراء الذين قدموا الوطن ومكانته وقيادته ودورها في تنمية المكان وبناء الانسان قبل كل حديث.

مستقبل الجائزة
وُلدت الجائزة كبيرة، وظهرت بوادر مستقبلها الأجمل، لتشمل عددًا أكبر من المبدعين والمبدعات، كما أشار الدكتور عائض القرني في كلمته، مؤكّدًا أن الجائزة في دورتها القادمة سيتم توسيع نطاقها وعدم حصرها في قبيلة بلقرن وحدها، لتشمل كافة أبناء وبنات محافظة بلقرن بجميع قبائلها، وكذلك أبناء وبنات بلقرن في تهامة.
وجاء إعلان معالي المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن مجدوع القرني عن تبرع رجل الأعمال مسفر بن عوضة الشمراني بمبلغ 300 ألف ريال دعمًا للجائزة ليزيد مساحة التفاؤل بمستقبل الجائزة بطموحات وتوجيهات صاحبها وما عُرف عنه من كتابة قصص النجاح.

قيمة التميز والقدوة
رسّخت الجائزة مبدأ أن التميّز لا يقتصر على جانب دون آخر، بل يشمل كل من خدم مجتمعه بفكر أو سلوك أو إنجاز. ولعل من أعظم ما في هذه الجائزة أنها تعيد تعريف القدوة في زمن المتغيرات، وتدعو الأجيال الجديدة للتطلع إلى القمم لا إلى الأضواء… الأضواء التي أصبحت في متناول الكثير ممن لا يملكون منجزًا ولا أثرًا.

النجوم
ليس نجمًا واحدًا بل هم نجوم بداية من أعضاء المجلس ثم لجنة التنظيم بقيادة أمين الجائزة الأستاذ عائض بن سعيد صاحب العطاء المتواصل والخبرات المتراكمة وفرق العمل معه في التنظيم والإعلام والسنابات.
وكان الأوبريت الخاص بالجائزة قصة أخرى من صور نجاح الحفل، بكلماته وأدائه وتفاعل الحضور معه.
أما نجوم الجائزة في دورتها الأولى فقد كانت من نصيب الفائزين بها:
رائد الفضاء الطيار علي بن محمد بن عبدالعزيز القرني
الشيخ دحيم بن محمد بن مناع القرني
المخترع بدر بن محمد بن ظافر القرني
مستشارة التدريب الأستاذة براء بنت عبدالكريم بن محمد القرني
الطالبة أريج بنت عبدالله بن محمد القرني

خاتمة
في زمن تتزاحم فيه الأضواء مع الضوضاء، جاءت “جائزة الدكتور عائض القرني للتميّز”
لتعيد التوازن وتقول : لا زال للتميّز من يحتفي به ويكرم أهله.


