‏يقول أحدهم: "أستوليتُ على أموال دروسي الخصوصيَّة الوهميَّة التي أخدع بها والدي.. ذهبتُ للسِّينما فلمحتُ أبي على شبَّاك التَّذاكر يسأل عن فرص عمل بعد الظُّهر".
بعض الأبناء لا يعلمون مقدار الكفاح والتعب والجهد الذي يبذله الأب في سبيل توفير حياة كريمة لأسرته، فهم لا يرون إلا الابتسامة والقوة والصمود، وتخفى عليهم كثير من الأسرار التي يخفيها عنهم حتى يحقق لهم أمن واستقرار ليسهل طريق الوصول للنجاح، وسمعت أحد الأصدقاء يقول: لم أعرف مقدار المتاعب التي يواجهها أبي من الحياة إلا عندما توفي، فأدركت أنه كان درع لنا من كل شيء يحيط بنا، والمؤلم أنه كان لا يتحدث معنا في هذه الأمور كي لا يشتت تركيزنا عن مستقبلنا!
سأل شاب والده ما الفرق بين ابتسامتي وابتسامتك؟ فقال الأب: ابتسامتك عندما تكون أنت سعيدًا، إما ابتسامتي فعندما أراك سعيدًا!
ومما يُذكر هنا أن أحدهم توفي فوجد أبناؤه وصية له يوصيهم بالصلاة والبر بأمهم وأن عليه دَين وأوصاهم بأن يبيعوا سيارته ليسددوا الدين وألا يدفعوا من أموالهم رأفةً بهم!
ومن المؤلم أن يكون الأب ذلك المأكول المذموم، يفني عمره ويحرق زهرة شبابه في بناء وتربية الأسرة ثم لا يجد مكانًا في القلوب ولا البيوت، ومن الصعب على الآباء التعبير عن مكنونات قلوبهم وآلامهم لأحد ولا أشد من النكران والجحود على نفس الإنسان.
وقد نشاهد مواقف حياتية واضحة لحنان الأب بولده ورأفته إذا مرض فقد ينفق على علاجه كل ما يملك وفي الجانب الآخر ترى الأب إذا مرض قد لا يجد من يهتم به!
وفِي بيان فضل الأب ما ذكره أبو داود في صحيحه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يَجزي ولدٌ والدًا إلَّا أنْ يجِدهُ مملوكًا فيشتريَهُ فيُعتقَهُ) وهذا حديث كاف لبيان عظم هذا الإنسان وسمو قدره.
وفي الختام عندما تصل لعمر تدرك أن والدك كان على حق سيكون لك ولد يعتقد أنك على خطأ فاجعل هذا الإدراك مبكرًا!