يستهل المدرب الإسباني جولين لوبتيغي، المعين حديثًا لقيادة فريق ريال مدريد، مشواره في تدريب الفريق، وسط آمال وطموحات مدريدية معتادة كل موسم بالمنافسة على كل البطولات، ولكن مع هذه الطموحات، بدأت تلوح في الأفق رياح معاكسة لهذه الآمال الكبيرة.
وبعيدا عن البداية “الدراماتيكية” للمدرب المدريدي، بإقصاءه من تدريب منتخب بلاده، عشية خوضه منافسات بطولة كأس العالم، والانقسام الذي طال هذا القرار، واللوم الذي وقع على كلًا من لوبتيغي وادارة النادي الملكي، فإن هناك مؤشرات سلبية تجعل من احتمالية نجاح لوبتيغي رفقة اللوس بلانكوس، محل شك كبير.
فالمدرب السابق لـ اللافوريا روخا، من المرجح أن يواجه موسمًا عصيبًا، في ضوء معطيات وأسباب عديدة، ترجح فشل تجربته مع الميرينغي، وسود نسرد المؤشرات والأسباب التي قد تعرقل مسيرة لوبتيغي مع ريال مدريد..
– رحيل رونالدو.. ليس هناك أقصى على مدرب أتى ليقود ريال مدريد، الفريق الأقوى بالعالم، من فجيعة رحيل أسطورته وقوته الضاربة، كريستيانو رونالدو، فالدون يعتبر نصف قوة الفريق، وسلاحه التهديفي الفتاك، خاصة في المواعيد الكبرى، ورحيله يجعل الفريق يعاني فنيا، حيث من الصعب تعويضه بلاعب في قدراته، ومن المؤكد سيصاب الفريق بهزة عنيفة، قد لا يستطيع لوبتيغي معها قيادة سفينة الفريق.
– المقارنة مع زيدان.. لعل من النادر أن تجد مدربا صادف نجاحا باهرا مع الميرينغي في موسمه الأول، مثلما فعل زيدان، بل تجاوز النجاح وتعدى موسمه الأول للثاني والثالث، فأي مقارنة لما سيخوضه لوبتيغي في أول مواسمه مع زيزو، ستكون في غير صالح لوبتيغي بالمرة، وهو ما سيجعل الجمهور والإدارة يتبرمون سريعا، حال حدث أي تعثر- وهو متوقع عطفًا على النقطة الأولى، وهو قد يصيب الإسباني بتوتر يؤثر سلبًا على تركيزه ومردوده.
– سيف بيريز البتار.. من المعروف أن بيريز ديكتاتور صامت، لا يتحدث الا عند الفوز أو الهزيمة، فعند الفوز يشيد، وعند الهزيمة قد تكون كلماته مقصلة على رقبة المدرب، وهو ما حدث مع رافا بينتيز، الذي أُقيل في منتصف الموسم، حتى زيدان عندما عارض فكره، وشعر بأن الرئيس لا يستمع لرأيه الهام، ومن قبل شعر بعدم دعمه وقت خسارة الليغا وكأس الملك، آثر الرحيل، وهو ما يجعل سيف بيريز يحوم دوما حول رقبة لوبتيغي.
– تقدم عمر اللاعبين.. من الأمور التي قد تقض مضجع لوبتيغي في موسمه الأول مع الفريق الملكي، مشكلة تقدم عمر لاعبي الفريق الأساسيين، فهناك أكثر من نصف عناصره تخطوا حاجز الثلاثون عاما، والآخرين على مشارفه، فهناك.. مارسيلو، راموس، مودريتش، كروس، بنزيمة، بيل، أي أن العمود الفقري للفريق بدأ مرحلة الانخفاض البدني، وضعف العطاء، وهو أمر من المحتمل أن يؤثر بشكل كبير على نجاعة الفريق ومردوده.
– تغيير أسلوب اللعب.. من المرجح أن يغير لوبتيغي من طريقة لعب الفريق المدريدي، عن ما كان في عهد زيدان، وهو أمر ربما يكون لو تداعيات مؤثرة على الفريق، بسبب مؤشر فاعلية طريقة لوبتيغي من عدمها، وقدرة اللاعبين على تطبيقها، وتحقيق نتائج مرجوة منها، فالتغيير في الطريقة في العادة مع نفس المدرب، قد لا تلقى نجاحا، وفي حالة مدرب وفكر جديد، سيكون الأمر أكثر صعوبة.
– مع الكبار لـ أول مرة.. لا يخفى على الجميع أن تاريخ ومسيرة لوبتيغي التدريبية مع الفرق، يتميز بالضعف الشديد، فضلا عن أنه لأول مرة يقود فريق كبير، وليس أي فريق كبير، بل كبير كبراء أوروبا والعالم، وبالتالي فهو يفتقد لحنكة وخبرة المواعيد الكبرى، والتعامل مع الـ “سوبر ستار”، وكذلك لشخصية المدرب الذي يتماشى مع التحديات الأسبوعية للميرينغي، من ضغوطات حتمية الفوز ولا شيء غيره.