أنهى فريق منظمة البلسم الدولية الطبي زيارته لمدينة المكلا بمحافظة حضرموت اليمنية بإجراء 13 عملية قلب مفتوح، وقرابة 80 عملية قسطرة تداخلية للمواطنين من مختلف أنحاء اليمن.
وبيّن المدير التنفيذي للمنظمة الدكتور عماد بخاري، أنّ الفريق الطبي قام بالكشف أيضاً على أكثر من 300 حالة ممن يعانون من أمراض القلب، الذين جاؤوا من مختلف المحافظات اليمنية، مؤكداً أن أكثر من 90 % من المرضى عادوا إلى منازلهم، والبقية سيغادرون المركز خلال اليومين القادمين.
وأفاد المدير التنفيذي للمنظمة أن الفريق الطبي أجرى كذلك 80 عملية قسطرة تداخلية خلال فترة الرحلة التي أمضاها في مدينة المكلا اليمنية، مشيراً إلى 50 % من عمليات القسطرة كانت أشبه بالمستحيلة نظراً لخطورتها، لكنّ الكادر الطبي استطاع إنجازها بكفاءة عالية واحترافية نظراً لخبرتهم الطويلة في مثل هذه العمليات الحساسة .
وقال الدكتور بخاري : إن زيارة منظمة البلسم لليمن في هذه الظروف الصعبة جاءت لتبعث رسالة محبة وسلام للشعب اليمني، تتوافق مع رؤية المنظمة الدولية التي تسعى لتقديم العون للمحتاجين في مختلف الدول حول العالم.
وقدّم تقدير المنظمة الدولية، لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن على ما قدمته من دعم وتذليل للصعوبات ، مفيدا أن المنظمة تلقت دعماً لوجستياً لمساعدة السكان وإجراء العمليات الجراحية لأكبر عدد ممكن من المستحقين.
من جانبه، أكد محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني أن ما حققه فريق البلسم الطبي من إنجاز خلال هذه الفترة القصيرة أمر يستحق الإشادة والتقدير، مبيناً أن الكادر الطبي أجرى عمليات معقدة وصعبة ما كان للسكان التمكن من إجرائها في اليمن أو السفر نظراً لظروفهم والمعاناة التي تمر بها البلاد.
وقال : المركز يتدفق عليه المواطنون من مختلف المحافظات وهو المنفذ الوحيد الذي يعوضهم عن السفر وخطورة أوضاعهم الصحية، وارتبط عمل منظمة البلسم الدولية بهذا المركز، وهاهم للمرة الثانية موجودون وفي شهر رمضان، وعملهم عظيم جداً وله فائدة كبيرة، والمواطنون في حضرموت يشكرونهم، وكذلك نحن في السلطة المحلية نقدر أعمالهم، كما نقدر المساعدة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لنا”.
وزار الكادر الطبي لمنظمة “البلسم” الدولية قبيل مغادرته المكلا المرضى المنومين في مركز نبض الحياة لأمراض وجراحة القلب, واطمأن على حالاتهم الصحية بعد إجراء عمليات القلب المفتوح لهم، منها زراعة الشرايين التاجية، وزراعة وعلاج صمامات القلب، إضافة إلى عمليات القساطر الاستكشافية والعلاجية.
بدورهم ثمن الأطباء اليمنيون العاملون في مركز نبض الحياة لعلاج مرضى القلب الدور الذي قامت به منظمة البلسم الدولية في تخفيف معاناة المواطنين وإجراء عشرات العمليات الجراحية المعقدة والخطيرة.
وقالت نائبة مدير شؤون المرضى بالمركز الدكتورة مريم عبد العزيز إن ما تقوم به منظمة “البلسم” الدولية من أعمال إنسانية جليلة هدفها الأساس هو إعادة النبض بعد أمر الله تعالى إلى قلب المريض.
وبينّت أن تنسيق الحالات المرضية وترتيب أولوياتها يبدأ بالحالات الإنسانية الأكثر صعوبة وفق خطة مرسومة من قبل أطباء منظمة “البلسم” الدولية مشيرة إلى أن عدد مرضى القلب آخذ في التزايد، إذ بلغ عدد المرضى المسجلين في القائمة لديهم أكثر من 4000 مريض من جميع محافظات الجمهورية اليمنية.
من جانبه أوضح استشاري أمراض القلب والقسطرة القلبية بمركز نبض الحياة الدكتور الطيب بافضل، أن العمل الذي قامت به منظمة “البلسم” الدولية في اليمن من خلال حملة “بلسم 1” و “بلسم2” أضفى في نفوس الشعب اليمني الكثير من الرضا خاصة في ظل ما يعاني منه اليمنيون من معاناة فرضتها المليشيات الانقلابية.
وأشار بافضل إلى أن عمليات القلب تعد من العمليات المكلفة جداً سواء داخل اليمن أو خارجها، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات إلا أن “بلسم”1 و2 ساعدت في تخفيف الكثير من معاناة مرضى القلب في اليمن.
وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ،قدّم للمرة الثانية دعمه لدخول منظمة البلسم الدولية إلى اليمن لمواصلة نشاطها الطبي الإنساني.
وقال التحالف في بيان “بعد النتائج الإيجابية التي حققتها منظمة “البلسم” الدولية في علاج مرضى القلب في اليمن (المكلا) خلال شهر مايو الماضي وإجراء العديد من جراحات القلب لبعض المرضى المحتاجين شملت (12) عملية قلب مفتوح و (125) قسطرة تداخلية للكبار فقط والصغار تمت بنجاح تام ولله الحمد، وبناء على الطلب الذي تلقته المنظمة من وزارة الصحة والسكان اليمنية المستند على ما جاء من مركز نبض الحياة في مدينة المكلا حول احتياج أعداد أخرى من مرضى القلب لعمليات جراحية مستعجلة، فقد دعمت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية للمرة الثانية خلال أقل من شهر دخول منظمة “البلسم” الدولية إلى اليمن لتقديم خدماتها العلاجية الإنسانية المجانية للمرضى المحتاجين، بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية لتسهيل أعمال المنظمة داخل اليمن”.
وأضاف التحالف “ويأتي توفير الدعم اللوجستي الذي تحتاجه المنظمة استمراراً للجهود المتواصلة من دول التحالف العربي بقيادة المملكة بمنح تصاريح للمنظمات والجمعيات الإنسانية الدولية وتسهيل إجراءات دخولهم للأراضي اليمنية، وكذلك في إطار خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، للتخفيف من المعاناة التي تسببت بها الميليشيا الإنقلابية الحوثية المدعومة من إيران والمستمرة في تدمير البنى التحتية وإلحاق الضرر في العديد من المنشآت الصحية وسلب المساعدات الإنسانية التي تصل إلى اليمن عبر مختلف المنظمات الإنسانية واستخدامها للضغط على المحتاجين من أبناء الشعب اليمني بهدف استمالتهم لصالحها”.
