يعمل مهرجان الكليجا العاشر ببريدة، على تجاوز مرحلة “العرض والتقديم” للمنتجات والمأكولات الشعبية، نحو تحقيق العديد من المنجزات، والمقاصد المهنية والعملية، التي تضمن ديمومة العمل والإنتاج للأسر؛ من خلال استهداف “الحرفة” وتنميتها، والعمل على تعزيزها.
فقد تجاوز المهرجان، الذي يقام بمركز الملك خالد الحضاري ببريدة، مجرد العرض والبيع والشراء للمأكولات الشعبية، والمشغولات اليدوية، إلى ما هو أكثر عمقاً وأشمل، حينما خطى خطوات متقدمة نحو التأهيل والتدريب، وصناعة اليد العاملة، وتعزيزها بالمؤهلات والمهارات المعتمدة.
وأصبحت الأسر المشاركة في المهرجان، وما تقدمه من موروثات وأكلات شعبية، تعتمد على تأصيل حرفي مستديم، يمتاز باللحظية والمباشرة المفتوحة أمام الزائر والمتسوق، لتستطيع من خلاله مواصلة إنتاجها طوال العام، وعبر أكثر من منفذ، ما يضمن لها الاستقرار العملي والمادي.
المهرجان في كثير من برامجه ومناشطه المنتشرة بمقر الفعاليات، بات كورشة العمل المفتوحة أمام الجميع، وسجلت الأسر والجهات المشاركة في ذلك نجاحًا ملحوظًا، وقوام ذلك يعتمد بشكل أساس على “الحرفة اليدوية” التي تضمن استمرار الإنتاج، وبقاء الصنعة والمنتج، وهو الأمر تقصده أهداف المهرجان في الدرجة الأولى.
فالطبخ والإعداد للأكلات الشعبية، والحياكة والنسيج للمشغولات اليدوية، كلها تأتي ببراعة الأيدي العاملة، التي باتت تحسن صنعتها، وتتعامل مع متطلبات نجاحها وتفردها بكل مهنية واحتراف.
المدير التنفيذي لمهرجان الكليجا العاشر ببريدة خالد اليحيى أكد على أن أحد أهم المقاصد التي سعى المهرجان لنشر ثقافتها، وتعميم مفهومها في الوسط المحلي، هو الفخر والاعتزاز بقيمة الحرفة اليدوية الوطنية العاملة، والتي تحققت من خلال نقاط ومواقع التصنيع والإعداد والتجهيز الحي والمباشر للأسر والأفراد المشاركين، لأكلاتها الشعبية، ومشغولاتها اليدوية، وهو أمر حرص على تأكيده المسار العام للمهرجانات في المنطقة عموماً؛ سعياً من المسئولين إلى تأكيد الموروث الحِرَفي الشعبي، والعمل على خلق الكفاءات الوطنية المؤهلة.