يا وطنًا سكنت القلب قبل الأرض،ومن شمالك إلى جنوبك، ومن شرقك إلى غربك
تروي جبالك حكايات الصبر وتشهد سهولك على جهد الأجداد…
كنت قبل التوحيد أرضًا يخيّم عليها الفقر، يغشاها الخوف، ويغيب عنها الأمان، فلا أمن يستقر، ولا راية تجمع، حتى أرسل الله قائدًا مؤسسًا، جمع القلوب على كلمة، والأرض على راية،
وأبدل شتاتك وحدة، وخوفك أمنًا وأشرقت على جبينك شمس المجد.
ومن بعد التوحيد قامت نهضتك، فعمّ العلم بعد الجهل، وانتشر العمران بعد الخراب، وصار فيك الاقتصاد حصنًا، والتعليم منارة، وصارت الرياض عاصمة حضارة، ومكة والمدينة منارة للعالمين.. وصارت رايتك الخضراء خفاقة بين الأمم.
يشهد لك القريب والبعيد بأنك وطنُ المجد، وأرضُ العطاء، ومملكة الخير.
وفي يومنا الوطني الخامس والتسعين
نقف لنجدد العهد.. ونرفع صوت الولاء،
كل من يمشي على تراب الوطن
ينتمي إليه انتماءً لا يشكك فيه يحمله في قلبه، ويشعر بالفخر في دمه
فالولاء للوطن ولولاة الأمر واجبٌ مقدس، يحفظ الوحدة ويصون الأمان، ويجعلنا نعيش في سلامٍ يباركه الرحمن.
انتماؤنا للوطن ليس شعورًا عابرًا
بل حقيقة تتجدد في كل فعلٍ وسلوك تزدهر مع كل جيل، وترتقي مع كل فجرٍ جديد.
والإيمان يربط قلوبنا بالوطن وبقيادتنا ويجعل الوفاء له وللدين نهجًا لا نحيد عنه.
وتبقى رايتنا الخفاقة رمز الشموخ، وعنوان الفخر، وصرح العز الأبدي…
اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل عهد يتجدد فينا
ويبقى وطننا حصنًا لنا جميعًا، ونحيا في ظله بالولاء والانتماء والإيمان
وعلى هذا العهد تبقى الأجيال شاكرة، والأرض عامرة، والوطن خالدًا على مرّ الأزمان.


