اختتم “مؤتمر ومعرض الحج ” في نسخته الرابعة تحت شعار “طريق إلى النسك”، فعالياته بجدة أمس, الذي نظمته وزارة الحج والعمرة بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن -أحد برامج رؤية المملكة 2030-؛ واستمر على مدى أربعة أيام؛ مستقطبًا أكثر من 100 دولة حول العالم، و 300 عارض من قطاعات متعددة وأكثر من 150 متحدثًا في أكثر من 75 جلسة حوارية ناقشت مستقبل القطاعات المرتبطة بضيوف الرحمن.
ورفع معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة , الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لرعايته الكريمة للنسخة الرابعة للمؤتمر؛ كما شكر سمو ولي العهد -أيده الله- لدعمه ومتابعته الحثيثة، ولكل من أسهم في تحسين وتسهيل وصول ضيوف الرحمن للأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج.
وجمع المؤتمر الذي حصد قرابة الـ 150 ألف زائر لكبرى الشركات مقدمة الخدمة محليًا ودوليًا؛ في إطار تجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وبناء جسور تعاون مع مكاتب شؤون الحجاج؛ من خلال تبني حلول مبتكرة تسهم في تطوير منظومة الخدمات، ورفع كفاءة الأداء؛ بما يلامس تطلعات القيادة الرشيدة -رعاها الله- وتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين، والعناية بقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والسهر على أمنهم وسلامتهم، وتقديم كل ما من شأنه تيسير أدائهم للمناسك، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم؛ مستشعرة في ذلك عظم المسؤولية وشرف الخدمة.
وكشف المؤتمر عن اعتمادية عالية على منصة “نسك مسار”؛ التي تتيح للدول إكمال جميع الترتيبات إلكترونيًا، سعيًا في تقديم خدمات إلكترونية لضيوف الرحمن وفق مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على تحسين جودة الخدمات الرقمية وتطويرها في منظومة الحج والعمرة؛ في ظل وجود 250 جهة من القطاعين العام والخاص وغير الربحي؛ وفي ظل ترسيخ العمل لتعزيز تجربة الحجاج وتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم وتحقيق رغباتهم في رحلتهم الإيمانية. كما ناقش المؤتمر التحديات المرتبطة بتطوير خدمات الحج؛ كالاستدامة، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الرقمية، إضافةً إلى طرح أفكار جديدة لدعم المشاريع الريادية والابتكارية في قطاع الحج.
وشهد المؤتمر على هامش فعالياته اكتمال توقيع اتفاقيات ترتيبات شؤون الحجاج مع 77 دولة من مختلف أنحاء العالم؛ وذلك في إطار الجهود المبذولة لتيسير أداء مناسك الحج وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن؛ مستهدفة هذه الاتفاقيات تنظيم شؤون الحجاج وتحديد الحصص الرسمية لهم، بالإضافة إلى توزيع منافذ القدوم والمغادرة، وتتضمن التعليمات التنظيمية والإجراءات المعتمدة لموسم حج هذا العام؛ فيما سبق توقيع الاتفاقيات العديد من الاستعدادات المبكرة؛ حيث تم تسليم ما يقارب 80 وثيقة للترتيبات الأولية لمكاتب شؤون الحجاج من مختلف دول العالم، وعقد أكثر من 78 اجتماعًا تحضيريًا، إضافة لإقامة 6 ورش عمل للجهات ذات العلاقة بشؤون الحج.
وتعكس هذه الاتفاقيات اهتمام المملكة الراسخ بتقديم تجربة سهلة وميسرة لضيوف الرحمن، وترسيخ دورها الريادي في خدمة الحجاج من مختلف أنحاء العالم، مع ضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والتنظيم لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال؛ حيث تعمل الدول على الترتيبات الخاصة بخدمات حجاجهم وفق برنامج زمني لموسم حج هذا العام 1446هـ.
ويتضمن هذا البرنامج الزمني 8 مراحل، أهمها هي مرحلة التعاقد على الخدمات الخاصة بالحجاج التي ابتدأت بتاريخ 20 ربيع الثاني من هذا العام الموافق 23 أكتوبر 2024م، وتمتد إلى تاريخ 15 شعبان الموافق 14 فبراير 2025م كموعد نهائي بمشيئة الله, وبالوصول لهذا التاريخ لن تكون هناك أي تعاقدات على الخدمات، وستتحدد الحصص الفعلية للحجاج القادمين من الدول، لتبدأ عندها مرحلة إصدار تأشيراتهم بإذن الله, ونظرًا لتبقي مدة ما يقارب شهر كامل للانتهاء من التعاقدات وإتمامها عبر منصة “نسك مسار” المخصصة لحجاج الخارج، فقد عملت غالبية الدول خلال المؤتمر على إكمال جميع التعاقدات الخاصة لحجاجهم بالاستفادة من هذا الحدث الكبير.
يذكر أن مؤتمر ومعرض الحج بنسخته الخامسة سيقام بتاريخ ١٠ – ١٣ نوفمبر من هذا العام استعدادًا لموسم الحج الذي يليه بمشيئة الله، وسيظل مؤتمر ومعرض الحج ضمن المساعي المشرقة للمملكة في تعزيز وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج، من خلال التركيز على أفضل الممارسات المؤثرة للارتقاء بالقطاع؛ واستدامة مسيرة التطوير في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وإبراز المكانة المهمة للمملكة عالميًّا، حيث تضع ضيوف الرحمن وتحسين تجربتهم في مقدمة أولوياتها من خلال تسخير جميع الإمكانات لراحتهم.
