كشفت وزارة الثقافة اليوم عن مشروع تطوير شارع الأديب الراحل عبدالمقصود خوجة في حي الروضة بمدينة جدة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، الذي سيُفتتَح في الربع الثالث من العام القادم 2023م؛ ليظهر بصورةٍ إبداعية مستلهمة من المنتدى الثقافي الشهير الذي نظمه الراحل على مدى أربعة عقود تحت اسم “الاثنينية”.
وخصص المشروع منطقة وسط الشارع لتكون ساحةً مؤقتة تتوقف فيها حركة السيارات خلال أيام نهايات الأسبوع، على أن تعود بشكلٍ طبيعي في وسط الأسبوع. وراعت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في تصميم الشارع أنسنته بأعلى المعايير العالمية لجودة حياة المدن، متضمناً توسعة الأرصفة للمشاة، وتقليل مسارات السيارات، وتوفير مساحات للجلسات الخارجية، مع التظليل والتشجير، وإزالة التشوهات البصرية، ورفع الجاذبية البصرية، وإجراء تحسينات أخرى تجعل من الشارع صديقاً للمشاة وجاهزاً لاحتضان الأنشطة الثقافية.
وسيشهد الشارع ضمن هذه المبادرة أنشطة ثقافية متنوعة تتضمن مسرحيات تفاعلية، وعروضاً فنية وثقافية حية، إلى جانب استضافة أنشطة ثقافية أدبية، وأعمال فنية تفاعلية لتحفيز المشاركة المجتمعية من خلال الفنون، وأنشطة المكتبة المتنقلة، والكتاب للجميع، وتنفيذ المبادرات ذات الصلة بالأدب مثل مبادرة الشريك الأدبي، ومبادرة سحابة أدب.
ويعد عبدالمقصود خوجة رحمه الله من الشخصيات الثقافية المؤثرة؛ نظير جهوده في رعاية الحركة الأدبية والفكرية في المملكة، والعالم العربي على مدى سنوات طويلة، حيث قاد العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وأبرزها تأسيسه منتدى الاثنينية الثقافي الأدبي في جدة عام 1982م الذي شهد حضوراً كبيراً للأدباء والمفكرين والصحفيين من داخل المملكة وخارجها، وكرم من خلاله 440 عالماً ومفكراً وأديباً منذ تأسيسه. واهتم الأديب بجمع وتوثيق الأعمال الأدبية للأدباء السعوديين القدامى، حيث أصدرت “الاثنينية” أكثر من 185 مجلداً، تقدم مجاناً للمهتمين. ومع التطور التقني، أطلق موقعاً رسمياً للمنتدى على الشبكة العنكبوتية يضم أنشطتها كافة؛ ليسهل الوصول إليها من قبل المهتمين بالأدب.
وجاء إعلان وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان عن مشروع تطوير شارع الأديب عبدالمقصود خوجة تزامناً مع الندوة الحوارية التي استضافها معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 بعنوان “تكريم الأديب الراحل عبدالمقصود محمد سعيد خوجة” وتحدث فيها كل الدكتور عبدالله الغذامي، محمد رضا نصر الله، محمد سعيد عبدالمقصود خوجة، والدكتور محمد الحسن، والدكتور محمد المشوح، والدكتور عبدالمحسن القحطاني، حيث تناولوا جوانب مختلفة من حياة الأديب الراحل، ومسيرته الأدبية، والجهود الكبيرة التي قدمها للأدب والأدباء في المملكة، وإسهاماته المؤثرة في دعم الحركة الأدبية السعودية والعربية.
