تأتي القمة السعودية واحدة من القمم الثلاث التاريخية في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة. المكاسب الثنائية للبلدين هي جوهر هذه القمة، وهي في لغة الحقيقة جزء لا يتجزأ من الحدث التاريخي.
الأمريكيون يدركون الثقل السعودي وحضوره وقوته، والسعوديون يعرفون أن حليفهم التاريخي هو خيارهم الأول وليس الوحيد. وهي وجهة نظر مشتركة، وفي زمن المصالح والتكتلات تأتي الرسالة واضحة للاثنين ومنهما للغير أن قرابة ثمانين عاماً من العلاقات هي ذات أساس متين مهما حصلت من تجاذبات قد تفرضها تقلبات الأحداث وحساسيتها.
يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله: “القمة السعودية- الأمريكية ستعزز العلاقات، والأمن والاستقرار العالميين. هذه القمة ستؤسس لشراكة في مواجهة التطرف، ونشر التسامح”.
إنه إيجاز بليغ لتطلعات البلدين بثقلهما في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين. الملك سلمان يضيف أن لديه ثقة كبيرة في أن مباحثات القمة “السعودية- الأمريكية” ستعزز أوجه التعاون بينهما حول مختلف القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يعزز الأمن والاستقرار العالمي”.
الأمريكيون أيضاً يعرفون أهمية المملكة وحاجتهم لها؛ في ظل وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى قرابة تريليوني دولار. ولهذا جاءت المملكة كمحطة أولى للرئيس الأمريكي، وهو تعزيز لحضوره أيضاً في بداية انطلاقة ناجحة.
كما أنهم يدركون أن أحرج الملفات في الشرق الأوسط لا يمكن فيه تخطي الدور السعودي في أي حل يمكن أن يُطرح.
يقول وزير الخارجية عادل الجبير: “بحثنا سوياً خلال الأشهر الفائتة العديد من الجوانب ذات العلاقة بهذه الشؤون، وأهمية أن يظل الحضور الأمريكي العالمي رائداً كعادته؛ لأن تراجعه يسمح لقوى الشر أن تتحرك بشكل يهدد السلام العالمي”.
وأضاف: “سيُذكر لهذه القمة أنها نقطة تحول، من علاقة توتر إلى علاقة شراكة استراتيجية بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي، والعمل معاً في إرساء السلام وبناء المجتمعات ومحاربة الإرهاب والتطرف”.
ظهر اليوم السبت أمام البلدين بلا شك فرصة تاريخية ليس فقط لصنع قرار سياسي تاريخي، ولكن أيضاً لتحقيق شراكة اقتصادية غير مسبوقة، وهو أمر يليق بعراقة العلاقة التاريخية.