خلال السنوات القليلة الأخيرة، أحدثت أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال الروبوتات اختراقاً ثورياً، في المجالات الطبية والصناعية وكذلك الأدوات التكنولوجية، لإنجاز المهام بسرعة فائقة، والتي تستغرق وقتاً طويلاً في حال تم إنجازها بواسطة الآلة التقليدية، أو الجهد البشري.
مهمة جديدة
أضاف فريق بحثي من كلية فرانكلين ومارشال F&M الأمريكية مهمة جديدة إلى مهام الروبوتات الهائلة، وذلك عبر تطوير تقنية غير مسبوقة، تتيح لهذه التكنولوجيا الاكتشاف بشكل مستقل متى يحتاج مستخدمها للمساعدة، وتبدأ بمساندته وتقديم يد العون له.
جيسون ويلسون الباحث المشارك في الدراسة أوضح أن تصميم نظام الروبوت الجديد يهدف إلى مساعدة الأفراد في أداء المهام اليومية، مثل طهي الطعام، أو دراسة الرياضيات، أو حتى نقل الأثاث.
فعلى سبيل المثال، يمكن للتقنية الجديدة معرفة أن مستخدمها يحتاج للمساعدة في صنع الحلوى، ومن ثم يبدأ الروبوت بالتعاون معه في صنعها.
وبيّن ويلسون أن نظام الروبوت الجديد لا يستبدل الأشخاص الذين يساعدون في هذه المهام، حيث إنه يستكمل المساعدة البشرية، خاصة في الحالات التي لا يتوفر فيها عدد كافٍ من الأشخاص للمساعدة.
آلية العمل
تعمل التقنية الجديدة باستخدام خوارزمية ذكاء اصطناعي، يمكنها استشعار مشاعر مستخدمها من خلال إشارات لغة جسده، فوفقاً لمشاعره وظروفه، يحدث رد فعل لدى الروبوت للتدخل في الوقت المناسب.
وشرح الفريق البحثي أن الهدف من تطوير نظام الروبوت الجديد، للتعامل أوتوماتيكياً مع الإشارات المتعلقة بنظرة العين بطرق مفيدة، ويمكن كذلك للنهج الجديد تحليل أنواع مختلفة من نظرات مستخدمها، جنبًا إلى جنب مع أنماط كلامها، ومن ثم تحدد ما إذا كانت لغة جسدهم تعبر عن رغبتهم في تقديم المساعدة.
حماية الخصوصية
وصمم باحثو كلية فرانكلين ومارشال التقنية الجديدة، مع ميزة الحفاظ على خصوصية مستخدمها، وتقديم المساعدة المناسبة لحاجته، حيث تضبط خوارزمية حاسوبية كمية مساعدة الروبوت بناءً على مقدار المساعدة التي يحتاجها مستخدمها.
وقال ويلسون: ”نواصل استكشاف أفضل الإشارات التي تسمح للروبوت بتحديد متى يحتاج المستخدم إلى المساعدة، ومقدار المساعدة التي يريدها“.
وأشار الفريق البحثي إلى أن أحد الأشكال المهمة للتواصل غير اللفظي التي لم تستخدم في الأنظمة الروبوتية حتى الآن، هي التعبير العاطفي، لتحليل تعابير الوجه، ومعرفة متى يشعر المستخدم بالإحباط أو الملل أو الانشغال أو التحدي.
نتائج واعدة
كذلك أظهرت الاختبارات الأولية للتقنية نتائج واعدة، يمكن استخدامها لتعزيز كفاءة أنظمة ”روبوت اجتماعي“ الحالية، أو إنشاء نسخة مطورة عنها.