في الآونة الأخيرة، شهدت منطقة الخليج العربي وتحديدًا المملكة العربية السعودية حركة دبلوماسية حثيثة أسالت الكثير من الحبر، وهو ما سعد به كل عربي أصيل يعتز بعروبته ويشعر بالفخر عندما يرى أن المملكة أصبحت قبلة مفضلة لدول الاتحاد الأوروبي للتشاور والاستئناس بأفكار وحكمة القيادة السعودية، بفضل دبلوماسية ناجعة أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي العهد من خلال رؤية ٢٠٣٠ الهادفة إلى أن تصبح المملكة “أوروبا الشرق الأوسط”، وها نحن بدأنا نعيش أول فصول هذه المرحلة الهامة.
فقد توالت زيارات رموز السياسة الخارجية لفرنسا وألمانيا ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عندما تأكد لديهم أنه لا غنى عن المملكة المملكة العربية السعودية في إيجاد الحلول لعدة لعدة قضايا عالقة، خاصة والدول الأوروبية أصبحت تشعر بالحرج أمام الحلف “الأمريكي الأسترالي” الجديد والذي يمس مباشرة مصالحها الاقتصادية، ثم إن المملكة تتمتع بقوة اقتصادية صناعية عسكرية، بالإضافة إلى أنها قوة اقتراح وتأثير لما لها من مكانة على المستويين الإقليمي والدولي،وهي قادرة على المساهمة في التصدي لتهديدات إيران في المنطقة والذي دفع بالأروبيين إلى الاستنتاج بأن إيران بإمكانها تشكيل خطر على الممرات البحرية وتهديد التجارة العالمية.
فالأروبيون أصبحوا أكثر من أي وقت مضى مقتنعين بجدوى الدبلوماسية السعودية، لذا اختاروها “كقبلتهم ” المفضلة وهم يستعدون لعقد اجتماع وزاري أروبي خليجي كسابقة في العلاقات العربية الأوروبية،ورأوا في ذلك ضرورة ملحة لتواجد آلية ضغط وتوازن للحد من الأخطار المحتملة الناتجة عن التعنت الإيراني.
ويسعدنا جميعًا أن نرى أشقاءنا في الخليج العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، مملكة العز وموطن الإستقرار السياسي والإجتماعي، يمسكون “بمفاتيح” الحلول لعدة مسائل لا يمكن حلها إلا بمشاركتهم وبفرض ثقلهم السياسي والاقتصادي، فهنيئا للدبلوماسية السعودية بهذا النجاح وبهذه الحنكة والحكمة لقيادة المملكة الرائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب تونسي