“العودة الحضورية ” بعد 18 شهرًا يعود طلاب العلم ومعلميهم في كافة المراحل الدراسية ” للدراسة الحضورية ” ؛ حيث كانت في ظل أزمة جائحة كورونا ” عن بعد ” ، وقد نجحت هذه التجربة بكل المقاييس ” هدف مستقبلي ” تم تقديمه ؛ فالتعلم والتعليم الإلكتروني من ضمن أهداف رؤية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه ورعاه – التي تعتبر نقلة نوعية في كل المجالات دون استثناء، والمملكة تمشي بخطى واثقة، وعلى خطط واضحة ومدروسة نحو تحقيق أهداف تلك الرؤية -بمشيئة الله- في الزمن المحدد لها .
“التحصين شرط حضور الطلاب لمقاعد الدراسة ” حفاظًا على سلامة المجتمع المدرسي كان أخذ الجرعتين شرطاً أساسياً لحضور الطلاب والمعلمين والإداريين والمراسلين وحراس المنشآت التعليمية، بل حتى الزائرين، مع أخذ كافة الاحترازات والإجراءات الوقائية ” لبس الكمامة ، وغسل اليدين باستمرار بالماء والصابون، أو استعمال المعقمات، والتباعد الجسدي وعدم استخدام أدوات الغير.
“أيها الطالب ” كن على قدر كبير من المسؤولية، اقبل على طلب العلم بشغف، دع الكسل واقبل على الحياة، ولا تقنع بما دون النجوم؛ لتكن لبنة صالحة تخدم أمتك ووطنك.
“همسة ” عزيزي ولي الأمر أبناؤك أمانة فكن مشجعاً لهم على طلب العلم، وكن أشد حرصًا على مساعدتهم وإقناعهم في أخذ جرعتي لقاح كورونا كوفيد19 ، فهو أمان بعد الله لكم ولهم، بل للمجتمع بأكمله، واعلم أن التحصين الكامل شرط حضور أبنائك لمقاعد الدراسة الحضورية ؛ فلا تحرمهم فضل طلب العلم وتحصيله؛ فكما أن للأمراض تحصين للوقاية منها والقضاء عليها، فإن التعليم والتعلم هما التحصين ضد الجهل والقضاء عليه ، واعلم أنك شريك لنا ، فالبيت والمدرسة شركاء النجاح وبلا شك.
“أيها المعلم والموجه الطلابي” كن أباً قبل أن تكون معلماً وموجهًا، فبين يديك كل شرائح المجتمع، فمن طلابك اليتيم، ومنهم من يعيش بعيدًا عن أبويه، ومنهم من يعيش مع أمه المنفصلة عن أبيه، أو مع أبيه دون أمه، ومنهم يقاسي ألم مرض ألم به، أو بأحد أبويه أو كليهما، أو بأحد أفراد أسرته عمومًا، ومنهم من يجد صعوبة في الوصول إلى المدرسة ؛ لعدم المقدرة على تأمين المواصلات، أو عدم المقدرة على تأمين المستلزمات المدرسية وأدواتها، ومنهم من يقوم بدور الأب، فهو المسؤول عن متطلبات أسرته، وتأمين كل ما يحتاجونه، ومنهم من يعمل خارج الدوام مساءً إلى جانب دراسته الصباحية، ومنهم من يقوم بإعطاء والده أو أمه الدواء قبل الذهاب إلى المدرسة؛ مما يجعله يتأخر عن حضور الاصطفاف الصباحي، أو تفوته الحصة الأولى، ومنهم .. ومنهم .. ومنهم … ….إلخ .
وهذا يتطلب منك أيها المعلم والموجه الطلابي مراعاة تلك الجوانب جميعها دون استثناء وأخذها بعين الاعتبار وعدم تجاهلها.
“مدراء المدارس ومساعديهم” أعانكم الله على تحمل المسؤولية، أنتم العين البصيرة في مدارسكم، عين على طلابكم، وعين على معلميكم، وعين على أولياء أمور طلابكم، وعين على المبنى وتهيئة الجو المناسب للتعلم، وعين على المجتمع المحيط، فكلٌ يحتاج الاهتمام والرعاية والمراعاة والدراية، والوقوف بجانب كل من طلب المساعدة أو لم يطلبها، تقفون بنفس المسافة مع الجميع دون تغليب جانب على آخر -لله دركم – أنتم أنهار جارية من العطاء، والبذل والتضحية، جودة العمل عنوانكم، ومبدأ الإنسانية شعاركم.
“المشرفون الزائرون ”
لتكن زيارتكم للمدارس إضافة ، فأنتم أهل الخبرة وناقلو التجارب الناجحة، ابعثوا التفاؤل واشحذوا الهمم ، وشاركوا في العمل في الميدان ، وأوثقوا عرى العلاقة المهنية والإنسانية بزملائكم رجال الميدان، فأنتم أبناء الميدان التربوي قبل وبعد ؛ تشاركوننا المسؤولية، وتكونون عوناً لنا في حل كل إشكالية صغيرة كانت أو كبيرة.
“أيها الكبار” أنتم شركاء النجاح، ونحن وأنتم في مركب واحد نسعى جاهدين لنوصله بر الأمان بإذن الله وتوفيقه.