نعم لسنا في مستوى مجال كرة القدم كدول مثل البرازيل والأرجنتين وغيرهما من الدول الأوروبية المتقدمة في هذا المجال ولكن حسبنا توجيه الشكر والامتنان لاتحادنا السعودي لكرة القدم فمنذ تأسيسه 1376 / 1956 م حرص على التطور والارتقاء بمستوانا الكروي إقليميًا وعالمياً بوتيرة متسارعة وبفضل الله ثم بتلك الجهود تسيدنا قارة آسيا 3 مرات ووصلنا لنهائيات المونديال العالمي 5 مرات وشاركنا بـ 3 أندية في كأس العالم للأندية ناهيك عن تحقيق ناشئينا لكأس العالم 1989 ووصول شبابنا لنهائيات كأس العالم للشباب 8 مرات.
ومن أبرز لاعبي منتخبنا الأول لكرة القدم ثلاثة نجوم من ثلاثة أندية (النصر والهلال والاتحاد) يعدون رموزاً في لعبة كرة القدم الذين أدخلوا البسمة على شفاه جماهير المنتخب والأندية في مناسبات كثيرة وهم : ماجد عبدالله وسامي الجابر ومحمد نور.
ويعد الثلاثة وغيرهم كثير نماذج وطنية تستحق التقدير، ومعلوم للجماهير الرياضية ماقدمه هؤلاء من منجزات وتضحيات في سبيل رفع علمنا خفاقاً مرفرفاً في سماء البطولات الإقليمية والقارية والعالمية، ولا تزال أكثر الجماهير تحمل لهم التقدير رغم اعتزالهم منذ عدة سنوات.
ولكن لا يمكن أن نتناسى إساءات بعض إعلام الأندية قصيري النظر ومحدودي التفكير ومحاولتهم النيل من مكانة هذه الأسماء الثلاثة قبل الاعتزال وبعده على وجه التحديد ولسنين طويلة وتخصيص زوايا صحفية تهكمية وتحريضية يكتبها مشجعون متعصبون بخربشات يندى لها الجبين وتتمعر منها وجوه الكثير.
نستحضر أولئك كأنموذج لبقية اللاعبين ونحن في غاية الأسف، في الوقت الذي نشاهد ونسمع تكريم الرموز الوطنية رسمياً وشعبياً في مجال كرة القدم فيمن حولنا وفي العالم أجمع وهو مانفتقده لدى بعض من أتيحت لهم فرصة الظهور الإعلامي في القنوات الفضائية وتسويدهم لزواياهم في الصفحات الرياضية والإعلام الجديد من آراء متعصبة وتصفية حسابات بعنصرية مقيتة تحت مسمى النقد الرياضي ووجهات النظر.
بينما رأى العالم أجمع كيف ضرب الأرجنتينيون مثالاً في تقدير ومحبة باقعة كرة القدم العالمية “دييجو مارادونا ” التي قد لا تتكرر مهارة وامتاعاً ولا تستنسخ، فعاش مارادونا التكريم حياً قبل اعتزاله في بلده وخارج بلده لما تركه من متعة حسية لمحبي كرة القدم فحظي بالاحتفاء الدائم ولحقه الوفاء تشييعاً عند وفاته كما لو فقد الأرجنتينيون رئيس بلادهم .
ونحن لا ندعو إلى أن نحذو حذوهم وعلى طريقتهم تجاه مبدعينا بصفة عامة وخصوصاً في هذه اللعبة الشعبية كما فعلوا فلنا من التقاليد والعادات والأعراف مانفخر ونعتز به ولكن نرجو عدم تشويه شخوص منجزات رموزنا الوطنية والكف عن التعدي على سِيَرهم الشخصية والخوض في خصوصياتهم احتراماً منا لوطننا المعطاء في المقام الأول الذي أنجب هؤلاء الثلاثة الذين أشرنا لهم لأنهم أسهموا مع زملائهم في مجال موهبتهم فيما خدم الوطن ورفعة شأنه .
فهل تختفي الأصوات النشاز ومؤججي الكراهية من مشهدنا الرياضي نرجو ذلك..