يحاول إسبانيول العودة إلى المنافسات الأوروبية لأول مرة منذ عشر سنوات بعد عام واحد من استحواذ مجموعة صينية على النادي ويعود الفضل في ذلك إلى جيل جديد من المواهب المحلية وليس لاعبين منضمين في صفقات ضخمة.
وكانت هناك حالة رضا إضافية بعد فوز إسبانيول – الذي خسر نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2007 – على أوساسونا 3-صفر يوم الأحد ليصبح على بعد أربع نقاط فقط من المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي لأن هناك ستة لاعبين من 11 في أرضية الملعب نشأوا في أكاديمية النادي.
وشارك المدافعان مارك نافارو وآرون مارتن وثنائي الوسط مارك روكا وأوسكار ميليندو معا لأول مرة منذ ترقيهم للفريق الأول لينضموا إلى لاعب الوسط ديفيد لوبيز والمهاجم جيرار مورينو المولودين في إقليم قطالونيا واللذين عادا لإسبانيول بعد فترات في نابولي وفياريال على الترتيب.
وقال انخيل موراليس رئيس أكاديمية إسبانيول في مقابلة مع رويترز بمركز التدريب داني خاركي الخاص بالنادي “هؤلاء اللاعبون شقوا طريقهم بسبب إمكاناتهم ولم يشاركوا لتعويض لاعبين مصابين، أمامهم مشوار طويل في الدرجة الأولى”.
وأضاف “نملك جيلين مليئين بلاعبي كرة قدم رائعين وصلوا إلى مرحلة النضج وستكون مسألة وقت فقط قبل تألقهم لذلك نحن نجني ثمار الكثير من العمل الجاد في السنوات الأخيرة”.
وباتت صور ميليندو وروكا ومارتن ونافارو أحدث الإضافات لحوائط أكاديمية إسبانيول التي تظهر كل لاعب شارك مع الفريق الأول من إيريك بيلي مدافع مانشستر يونايتد وحتى الهداف راؤول تامودو.
وشعر إسبانيول – مثل العديد من الأندية الاسبانية الأخرى – بأثر الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في 2008 وتسببت في بيع أفضل اللاعبين تجنبا للإفلاس.
وانخفضت هذه الضغوط كثيرا منذ شراء مجموعة راستار الصينية لحصة مسيطرة تبلغ 54 بالمئة من أسهم النادي في يناير كانون الثاني 2016.
وقال تشين يانشينغ رئيس إسبانيول إنه يريد أن يرى الفريق يتأهل للعب في أوروبا في غضون عامين بينما سيطر التحفظ المالي على أغلب أنشطة الانتقالات.
وضم إسبانيول العام الماضي خوسيه أنطونيو رييس ودييجو لوبيز وبابلو بياتي الذين امتزجت خبرتهم بالطاقة الشابة للاعبيان أمثال نافارو وميليندو.
وقال موراليس عن تشين “نقل ثقته للأكاديمية وهو يدرك مدى أهميتها في تاريخ إسبانيول”.
وأضاف “من الجيد أن يكون بوسعنا الاستمرار في العمل كما كنا سابقا حتى بعد أن جاء واستثمر الكثير من المال.. هذا مؤشر جيد”.
وأدى قدوم المالك الجديد إلى زيادة عدد اللاعبين الصينيين في فرق الشباب بالنادي وهو أمر رحب به ديفيد فرنانديز مدرب فريق الشباب طالما لا يؤثر على جودة الفرق.
وقال فرنانديز “هذا صعب لأن مستوانا التنافسي مرتفع جدا ومن الصعب أن نجد اللاعبين المناسبين لكننا نملك عددا قليلا ويمكن أن يزيد شيئا فشيئا”.
وأضاف “نحاول دائما إيجاد مواهب جيدة وإذا كان بوسعنا أن نجد ذلك في اللاعبين الصينيين فهذا جيد جدا”.
-فرصة رائعة للتعلم-
وسار كيكي سانشيز فلوريس مدرب إسبانيول على خطى ماوريسيو بوكيتينو في التقارب مع فرق الشباب لكن الطريق لا يزال طويلا أمامه قبل أن يتفوق على مدرب توتنهام هوتسبير الحالي الذي منح الفرصة إلى 23 لاعبا من الأكاديمية.
ويعتقد موراليس أن نظام كرة القدم الإسبانية يسمح للاعبين الشبان بالتألق إذ أنه على النقيض من انجلترا يسمح لفرق الرديف في أندية الدرجة الأولى بالتنافس ضد أندية محترفة تضم لاعبين مخضرمين وهو ما يسمح للاعبين الشبان باكتساب خبرة.
وقال “في الدرجة الثالثة والدرجة الرابعة هناك لاعبون في الثلاثينات من عمرهم يواجهون لاعبين عمرهم 19 عاما وهذه فرصة رائعة للتعلم بالنسبة للاعبين الشبان”.
وتابع “وجدنا لاعبين ينتقلوا من فريق تحت 18 عاما إلى الدرجة الثالثة مباشرة ويصبحوا رجالا في غضون موسمين في ظل التنافس مع فرق تملك أسلحة مختلفة، هذا يعني أن التحول يحدث للاعب بسرعة كبيرة”.
وعاش إسبانيول طويلا متواريا في الظل في المدينة التي يتقاسمها مع برشلونة الذي أحرز ستة ألقاب في الدوري وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا منذ أخر ظهور لإسبانيول في أوروبا.
وحظيت أكاديمية لاماسيا التابعة لبرشلونة بإشادة كبيرة بعد تقديم لاعبين مثل ليونيل ميسي الهداف التاريخي للنادي وتشابي وأندريس إنيستا وجيرار بيكي رغم تراجع وتيرة خط إنتاجها مؤخرا.
ويقدم إسبانيول في المقابل شبانا رائعين ويعتقد فرنانديز أن نجاح آخر أربعة لاعبين تخرجوا من الأكاديمية يمكنه أن يقود عودة النادي للحياة.
وقال “عندما يحقق لاعب واحد النجاح يفتح ذلك الباب أمام الآخرين ويمنح الاستقرار للنادي ويولد هوية وشعورا بالانتماء”.
وأضاف “عندما أشاهد لاعبا من الأكاديمية يخوض مباراته الأولى ينتابني شعور لا يمكن وصفه، أتذكر عند قدومهم كأطفال ومشاهدتهم وهم ينجحون، هذا شيء لا يمكن للمال أن يشتريه”.
