فقدت منطقة الباحة اليوم الجمعة أحد أبنائها المخلصين عبدالخالق بن ناصر الغامدي، الإعلامي الصادق، الإعلامي النبيل الذي سخر جهده وقلمه ووفاءه وصحته للوطن الأبي، عمل في الصحافة متفرغًا لما يزيد عن ثلاثة عقود يكتب بتجرد ينتقد بحب كثيرون عتبوا عليه إلا أنهم يدركون تمامًا بأنه نزيه اليد أبيض القلب صادق الكلمة، لذا اتسعت مساحة محبيه ومحترميه من كل شرائح المجتمع مسؤولون وغير مسؤولين، لأن المرحوم يرى الوفاء بأن تكون صادقا أمينا ونزيها.
عرفت صديقي عبدالخالق بن ناصر قبل أن ينضم إلى مهنة المتاعب وازدادت الصداقة معه إذ يتميز بالوفاء لا يسيء لأحد لا يغدر، قلبه مساحة واسعة من البياض، يتحدث بأدب لا يقارع الآخرين في التشبث بالصفوف الأولى في المناسبات تجده هادئًا مبتسماً روحه جميلة، وحين تفقد منطقة الباحة عبدالخالق بن ناصر فهي تفقد عميد الصحفيين إذ تفرغ للصحافة وأعطاها بكل صدق من صحته وجهده ووقته والمخلصون هم الذين يتحملون تبعات وأوجاع مهنة المتاعب “الصحافة”.
إن أعطى رأيًا صريحًا أو أبدى انتقادًا بناءً لجهة حكومية قوبل بالعتب بل يمتد أحيانًا إلى الغضب وهذا شأن الكثير من المجتمعات التي لا تقدر أمثال هؤلاء المخلصين ويرمون سهام كلماتهم دون تقدير لجهدهم وتثمين لعطائهم.
عبدالخالق عرفته مخلصًا وفيًا حريصًا على تنمية منطقة الباحة في كل الجوانب أعطاها من صحته ومنحها من جهده وهنا يمكن أن يقابل ذلك الجهد الذي امتد لسنوات طويلة بتكريم الراحل بتسمية شارع باسمه وهذا في ظني قليل في شأنه.
استراح القلب الأبيض من النبض ليحمّل زملائه الآخرين مسؤولية الكلمة الصادقة البعيدة عن التجريح والعبارة الصادقة البعيدة عن التنقيص والتي لا تمس الأشخاص فهي موجهة للأعمال.
ومما يزيدني حزنا قبل وفاته يرحمه الله بعشر ساعات فقط مررت عليه في غرفة العناية المركزة ووجدت طبيبين يحوطانه بالاهتمام وأخيه محمد يقف إلى جواره سلمت عليه بابتسامته المعهودة رد بأجمل منها لم أدر أن تلك العبارة هي الوداع الأخير.
رحمك الله أبا ناصر والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك أبا ناصر لمحزونون، وندعو الله عز وجل أن يرحمك ويسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك وأصدقائك الصبر والسلوان
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مدير المركز الإعلامي بمنطقة الباحة