لاتزال بعض الأكلات الشعبية في محافظة وادي الدواسر، تواجه التحدي وتحتفظ بمكانتها بين بعض الأسر خاصة في عيد الأضحى المبارك، رغم مزاحمة الأكلات والأطعمة الحديثة المختلفة لها، ومنها مايعرف بـ “الحم”، والذي ينتج من بقايا شحوم الأضحية عند عملية صناعة “الودك” وهو المادة الدهنية التي تخرج عند صهر تلك الشحوم حيث يستخدم كبديل للسمن والزيت، وكإيدام في العقود الماضية، حتى أن البعض منهم في ذلك الوقت كان يهتم بالشحم أكثر من اللحم خاصة في فصل الشتاء لقيمته الغذائية الغنية بالطاقة.
ويتم إعداد “الحم” بأن تقوم الأسرة بتقطيع لية الذبيحة وتذوبيها على النار، ومن ثم إضافة البصل إليها في مراحل التذويب الأخيرة، وكذلك البهارات لتحسين طعمها ورائحتها، ثم يُصفى ويترك حتى يبرد، فيتم تعبئة مستخلص الدهن في أواني، وكذلك تبرد قطع الشحم ومن ثم تؤكل، وتعمد بعض الأسر إلى توفير جزء من اللحم مع بعض الشحوم من مختلف أجزاء الذبيحة، أو تقطيع جزء من رجلها وصهره مع الشحم وتناوله.
وكان في فترة مضت ليست بالقصيرة كما تروي إحدى المُسنات بالمحافظة، تتبادل العوائل والجيران تلك الأكلة التي يسميها البعض “محنوذ” وتقول أنه في زمان مضى كان الودك وآخرون يسمونه “ذيوب” يعمل من صهر دهون جميع الأنعام التي يُضحى بها سواء الإبل أو الماعز أو الغنم، حيث يستفيدون من المستخلص، وتؤكد أن إعداد الخبز والمعجنات الحديثة به أجمل وأنفع وأطعم من الزيوت الحديثة وأكثر فائدة صحية للجسم.