قبل أسبوع واحد فقط، قدمت هونغ كونغ درسا في كيفية احتواء فيروس كورونا المستجد، حيث تراجع عدد الحالات الجديدة إلى عدد صغير نسبيًا على الرغم من كونها على الخطوط الأمامية لتفشي المرض.
وكان ذلك إلى حد كبير بفضل الإجراءات المتخذة في وقت مبكر، فبينما كانت الحالات تنتشر في جميع أنحاء الصين، نفذت هونغ كونغ تدابير باتت مألوفة الآن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك رسم خرائط الفيروسات، والتشتيت الاجتماعي، والغسيل المكثف لليدين، وارتداء الأقنعة والملابس الواقية الأخرى.
فوفقا لشبكة ”سي إن إن“، كانت هونغ كونغ دليلاً على نجاح هذه الإجراءات، حيث لم يظهر في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة سوى 150 حالة مؤكدة فقط في بداية مارس، وحتى مع ارتفاع عدد الإصابات في أقاليم شرق آسيا الأخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان، وانتشار الفيروس بسرعة عبر أوروبا وأمريكا الشمالية.
ومع ذلك، باتت هونغ كونغ الآن تقدم درسًا مختلفًا تمامًا، وهو ماذا يحدث عندما ترخي الحكومة قيود الحجر الصحي، إذ تضاعف عدد الحالات المؤكدة تقريبًا في الأسبوع الماضي، حيث تم استيراد العديد من الخارج، مثل عودة سكان هونغ كونغ الذين غادروا إما للعمل أو الدراسة في الخارج، أو للبحث عن الأمان بعيدا عن الفيروس، وأعادوا الفيروس معهم.
وفي يوم الاثنين، أعلنت ”كاري لام“، الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، أنه سيتم منع جميع غير المقيمين من دخول المنطقة اعتبارًا من يوم الأربعاء، فيما يعتبر أحدث إضافة لمجموعة من الإجراءات الجديدة الصارمة لمحاولة استدراك الارتخاء الذي تسبب بمخاوف من كارثة.
وبدأ هذا النمط يظهر عبر أنحاء آسيا، بما في ذلك وسنغافورة وتايوان، والذين كانوا من بين الأوائل الذين عالجوا تفشي المرض، حيث باتت كل هذه الدول تفرض قيودًا جديدة ردا على موجة مفاجئة من الحالات المتجددة.
ويشير تقرير الشبكة إلى أن الدرس المستخلص من هذه التجربة هو أن الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي يجب أن يستمرا لمدة طويلة بعد انتهاء الموجة الأولى لانتشار الوباء، لضمان عدم عودته.