تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أنه من المحتمل أن يزداد التحصيل الدراسي للطلاب عندما يتعلم الطلاب من تلقاء أنفسهم، وبالتأكيد يرغب كل الأباء والأمهات أن يكون أطفالهم متميزين دراسيًا، لكنهم لا يملكون خلفية كافية عن نفسية الطفل أو تقنيات التعليم.
وكمعلمة للصف الأول أرغب كثيرًا أن أبدأ مع الأطفال بطريقة غير تقليدية، وأن يحظوا بأفضل بداية على الإطلاق في تعليمهم، وبجودة عالية فأطفال اليوم هم قادة المستقبل، لذلك أرى عدم تركهم يتأثرون بما حولهم من تقنيات أيًا كان نوعها دون استثمار في تنمية مداركهم وقدراتهم ومواهبهم، بما يتناسب مع الاندفاع الذي يقادون له من التكنولوجيا والتي فرضت نفسها في كل منزل، كلًا حسب إمكانياته المادية ومن يصعب عليه اقتناء هذه التقنيات، فيلجأ إلى امتلاكها عن طريق الأقساط سواء كانت ألعاب الكترونية أو هواتف ذكية أو أي جهاز ذكي دون تحديد، وكل هذا الشغف تجاه التقنية لا يستطيع أن ينكره أو يتجاهله أحد. والسؤال الذي يفرض نفسه ماذا لو وظفنا هذه التقنيات لزيادة التحصيل الدراسي لدى طلابنا اليوم وبخاصة طلاب وطالبات الصفوف الأولية في التعليم؟
كثير من هذه الأسئلة تدور في مخيلتي، وغيرها من التساؤلات التي تحتاج وقفات مع هذا الجيل المتقدم تقنيًا. فمناهجنا الدراسية تحتاج إلى توظيف تقني بشكل أكبر وانفتاح تقني مع الصغار، وعدم تضييق الطريقة على الباركود الموجود في الكتاب لتلقي المعلومة، فماذا لو اعتمد تعليمنا استخدام تقنيات مفتوحة للتعليم تمارس فعليًا في التعليم بين المدرسة والمنزل، كاعتماد بعض التقنيات، فعلى سبيل المثال تطبيقات الحروف والأرقام التي تخدم الأهداف التعليمية، وأيضًا استخدام أنظمة إدارة التعلم، وكل تقنيات تخدم التواصل التعليمي بما يتناسب مع الأطفال في تقديم الواجبات كالقراءة، وتسميع النشيد، وسور القرآن الكريم بالصوت والصورة، فيحدث التفاعل بين المنزل والمدرسة، ويتعود الصغار على الاهتمام وتقديم واجباتهم حسب شخصياتهم وطباعهم، فهناك من يخجل من القراءة داخل الصف وبين زملائه ويحتاج وقتًا حتى ينطلق في صفه، بينما نجده طليقًا في منزله وبين أسرته، إضافة إلى ذلك ستكسبه العديد من المهارات الحياتية فإلى جانب تعلمه استخدام التقنيات ستساعد كثيرًا في صقل الكثير من جوانب شخصيته كالحديث والطلاقة وحضوره في اليوم التالي بشعور مختلف.
لماذا نعطي المجال للكبار فقط؟ بينما الصغار يحتاجون هذه الفرصة من التعليم أكثر من غيرهم، فلا أحد يعرف صدمة الطفل بانفصاله عن المنزل عند التحاقه بالمدرسة في بداية مشواره الدراسي مثل معلم الصف الأول لأنه يعيش فصلًا من العناء أمامهم كل عام، توظيف التقنيات لا يقتصر على استخدامها داخل الصف في أثناء الحصة الدراسية فقط بل نحتاج انطلاقها بشكل أوسع، لتكون معينًا لأطفالنا لتجاوز كثير من حواجز التعليم التقليدي ويزداد التحصيل الدراسي لدى أطفالنا وإقبالهم على التعليم.
__________
* معلمة صفوف أولية – بتعليم المدينة المنورة.


