“لقد تم التخلص من كل الأورام السرطانية”.. هذه الكلمات المطمئنة يأمل الجميع في سماعها بعد جراحة استئصال أورام سرطانية، ولكن الفهم المتزايد لكيفية انتشار السرطان يشير إلى أن هذا ليس صحيحا على الإطلاق تقريبا، والأفضل محاولة السيطرة على السرطان بدلا من التخلص منه.
وتم اختبار نهج جديد بـ”تنويم الخلايا” على نماذج حيوانية، ووجد فريق من الباحثين بجامعة بوردو أن هناك دواء موجودا بالفعل في السوق يمكنه القيام بذلك.
ويقول مايكل وندت، أستاذ مساعد في الكيمياء الطبية والصيدلة الجزيئية، إن “الباحثين في مجال السرطان بدأوا يدركون أنهم يسعون خلف هدف مستحيل، لأن معظم علاجات السرطان تستهدف قتل جميع الخلايا السرطانية، لكن في الآونة الأخيرة الكثير من الدراسات تشير إلى أننا لن نكون قادرين على القيام بذلك، لأن السرطان تتطور خلاياه بسرعة كبيرة، حيث تجد دائما طريقة للتغلب على أي نوع من العلاج”، وفقا لموقع العين الإخبارية.
ويضيف “المفهوم الناشئ في علاج السرطان هو عدم محاولة قتل جميع الخلايا السرطانية، ولكن محاولة إبقائها في حالة نائمة لا تسبب أي نوع من الأعراض”.
وقاد الباحث “وندت” دراسة حددت دواء يسمى (الفوستاميناتيب)، ويباع تحت الاسم التجاري (Tavalisse)، حيث ثبت أنه فعال مع الفئران لمنع واحتواء خلايا السرطان النقيلي، وتم نشر البحث مؤخرا في مجلة أبحاث السرطان.
وقال آبارنا شيندي، باحث في شركة AbbVie Inc، وهو طالب سابق في قسم الكيمياء الطبية والصيدلة الجزيئية في جامعة بوردو، إن البحث ركز على سرطان الثدي، لأنه من المعروف بشكل خاص أنه يؤدي إلى ظهور سرطانات أخرى بعد سنوات.
وأضاف “بعد الإصابة بسرطان الثدي تحدث دائما على هذا الانتشار للخلايا السرطانية، لم يعد سرطان الثدي مرضا قابلا للشفاء، فقد أصبح الآن مرضا مزمنا، لأنه بعد مرور 10 أو 20 عاما يمكنك الحصول على أورام ثانوية بسبب الخلايا المنتقلة، لكننا أكدنا الآن أنه بإمكاننا السيطرة على هذه الخلايا في حالة نائمة”.
ويشرح وينت أنه عندما تنتقل الخلايا السرطانية من ورم أولي إلى جزء آخر من الجسم فإنها تمر ببعض أشكال السكون أو الكمون الطويل، هذه الخلايا السرطانية مقاومة للغاية للعلاجات الدوائية الحالية، لأن الأدوية الحالية مصممة لاستهداف الخلايا التي تنمو بشكل أسرع من الخلايا الطبيعية كما تفعل الخلايا السرطانية، وهدفنا أن نبقيها في تلك الحالة الخاملة.
واستخدم الباحثون عقار الفوستاميناتيب لأنه يحول دون تكون بروتين (SYK)، الموجود في هذه الخلايا السرطانية الخاملة.
وقال ويندت “هذا شيء عظيم بالنسبة لنا لأن هذا الدواء ذو سمية منخفضة، فهو مصمم للأشخاص الذين يعانون مرضا مزمنا حتى يتمكنوا من تناوله لفترة طويلة”.
