توَّج صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، مساء اليوم الثلاثاء، الفائزين والفائزات بجائزة جدة للإبداع في نسختها الثانية ضمن ملتقى مكة الثقافي الثالث الذي يقام تحت شعار “كيف نكون قدوة”، بحضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي مستشار أمير منطقة مكة المكرمة وكيل محافظة جدة وأصحاب المعالي وعدد من المسؤولين وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز.
وفور وصول سموه مقر الحفل، قام بجولة على المعرض المصاحب، الذي شهد عرض المبادرات والصور التي تجسد الجهود المبذولة للمساهمة في تطوير محافظة جدة.
بعد ذلك اطلع سموه على نتائج التحكيم النهائية واعتمد سموه النتيجة النهائية وأسماء الفائزين والفائزات بالجائزة بعد ما وصلت إليه لجان التحكيم واللجنة الإشرافية بعد تحكيمها من اللجنة العلمية والتنفيذية للجائزة.
وكرَّم سمو محافظ جدة اللجنة الإشرافية ولجان التحكيم والداعمين والرعاة والجهات الإعلامية الراعية للجائزة.
من جانبه شكر معالي رئيس اللجنة الإشرافية للجائزة الدكتور أسامة بن صادق طيب سمو محافظ جدة على الرعاية والتشريف والدعم لهذه الجائزة التي تصب في مصلحة جدة كما قدم شكره لأهالي جدة، مشيدًا بتجاوبهم وتفاعلهم المنقطع النظير عبر موقع الجائزة الالكتروني الذي سجل ما يزيد عن 46 ألف زائر وزائرة لتقديم مبادرات وصلت لعدد 242 مبادرة.
كما قدَّم شكره لجميع القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية ووسائل الإعلام التي سخرت كل إمكاناتها للتعريف بالجائزة والتحفيز على المشاركة، مبينًا أن لجان التحكيم شكلت بعناية ممن لهم خبرات محلية وعالمية سابقة في تحكيم الجوائز حيث عملوا على مدى شهر كامل في تقييم المبادرات التي كانت تعرض عليهم بدون اسم المتقدم لضمان العدالة والموضوعية وكانت كل مبادرة تقيم من سبعة مقيمين باستقلالية تامة لما سيكون للجائزة من حراك ثقافي وإبداعي بالمحافظة بمجالاتها الستة وتحفيز المبدعين وبناء مبادراتهم ونشر ثقافة المبادرات بين أطياف المجتمع إلى جانب تحقيق التكامل التنموي بالمحافظة واستثمار المقومات الثقافية والطاقات الإبداعية ورفع كفاءة منظومة العمل الثقافي والمعرفي في المجالات المختلفة وتكريم المبادرات المتميزة، والتي تتركز رؤيتها في أن تكون محافظة جدة رائدة في تكريم الإبداع والمبدعين، وتقدير الطاقات الإبداعية بجدة.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة كلمة قال فيها: “يسرنا أن نلتقي معًا في هذا المساء المبارك بمناسبة العام الثاني لجائزة جدة للإبداع لنستعرض معًا بكل فخر واعتزاز هذا النجاح القياسي لجائزةٍ نموذجية لم تمر بمرحلة الطفولة فقد وُلدت شابةً فتيّةً ناجحةً ومتطورة”.
وأضاف سموه: “تمضي الحياة في رحلتها إلى ما شاء الله ويتواصل العطاء الإنساني على مَرّ العصور في مجالاتٍ كثيرة ويتحقق التطور الطبيعي في الصناعة والزراعة والبناء والتنمية وغيرها لكن شيئًا واحدًا يصنع الفارق وسط كل هذا الزحام إنه الإبداع”.
ومضى سموه يقول: “بالإبداع أيها الإخوة تقوم الحضارات وبالإبداع تتحقق الإنجازات وبالإبداع وحده تتواصل المبتكرات والمخترعات ومن خلال الإبداع تنطلق الأفكار الجديدة وفاءً للوطن وخدمةً للمجتمع وفي ذات الوقت تتعدد النظم والآليات والنظريات التي تختص بقياس مستوى الأداء والانتاجية إلا أن الإبداع الذاتي والشخصي يظل وحده أقوى العناصر تأثيرًا وأسرعها إطلاقًا للطاقات الكامنة من الحيّز المحدود إلى آفاقٍ لا تعرف الحدود”.
وأكد سمو محافظ جدة أن جائزة جدة للإبداع في عامها الثاني تكتسب أبعاداً جديدة من حيث التأثير المباشر وتحفيز المبدعين للتسابق والتنافس في ميادين الإبداع من خلال منظومةٍ متكاملة وآلياتٍ علمية تستند إلى التخطيط السليم والإعداد الجيد والرؤية الواضحة التي تحولت إلى منهاج عمل تطبيقي من خلال نشر ثقافة المبادرات والعمل المعرفي المتخصص في جميع المجالات.
وأوضح سموه أن بلادنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو وليّ عهده الأمين -حفظهما الله- تنطلق إلى آفاقٍ جديدة من التقدم والازدهار وتتواصل المراحل التطبيقية لرؤية قيادتنا الرشيدة أدام الله عزها بالنصر مُحققةً طفرات تنموية وتطويرية في كل أرجاء المملكة كما تمتد يد الخير والنماء إلى هذه المنطقة العزيزة من وطننا المعطاء.
وأشار سموه إلى أن محافظة جدة تكتسب مكانةً متميزة في مجالات التطوير الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي والسياحي والترفيهي وغيرها من المجالات بدعمٍ كريم من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة كما تسجل مدينة جدة أروع النماذج في التواصل الحضاري والإنساني بحكم موقعها الاستراتيجي كبوابة للحرمين الشريفين هذا التطور وهذا النماء يمثل ومن خلال هذه الجائزة البيئة المثالية لدعم ومساندة كل المبادرات الإبداعية سواءٌ كانت حكومية أو أهلية أو فردية.
وقال سموه: “نسعد جميعًا في هذه المناسبة بتتويج وتهنئة المبدعين أصحاب المبادرات الفائزة فإننا في نفس الوقت نكرم كل الأفكار والمبادرات دون استثناء ففي عالم الإبداع الكل فائز كما نعبر عن سعادتنا بروح التنافس الإيجابي والمشاركة الواسعة من قطاعات عديدةٍ ومتنوعة بما يؤكد حرص الجميع على توظيف كل الطاقات لخدمة المجتمع كما يؤكد أيضاً المكانة المرموقة لجائزة جدة للإبداع التي تزداد رسوخًا عامًا بعد عام ومع التكريم ومع النجاح الذي تحققه جائزة جدة للإبداع”.
وأعرب في ختام كلمته عن شكره وتقديره للأساتذة أعضاء اللجنة الإشرافية وأعضاء لجنة التحكيم وللرعاة والداعمين على مساندتهم ودعمهم لهذه الجائزة وإلى إدارة جامعة الملك عبدالعزيز بجدة على ما قدمته من تسهيلات لإقامة هذه المناسبة ولجميع العاملين في هذه المنظومة ولمن أبدعوا في الإعداد والتنظيم والإخراج لهذا الحفل المتميز وأن نلتقي دائمًا في مناسباتٍ للتفوق والإبداع على هذه الأرض الطيبة.
بعد ذلك أعُلنت أسماء الفائزين في مجالات جائزة جدة للإبداع للعام ١٤٤٠ وجاءت كما يلي:
مجال القدوة في الحج والعمرة:
حصل على المركز الأول مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة عن مبادرة سفراء التوعية الصحية في الحج والعمرة، وجاء في المركز الثاني المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية عن مبادرتهم “مؤشرات قياس الأداء وتقييم الأثر والاستدامة”، وحققت المركز الثالث الادارة العامة للتعليم بجدة عن مبادرتهم “لبيك” لخدمة ضيوف الرحمن.
مجال الإبداع الحكومي:
حصل على المركز الاول مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز عن مبادرة “بوابة مرضى المستشفى الجامعي شفاء”، وفي المركز الثاني جاءت الإدارة العامة لتعليم جدة عن مبادرة “مركز خدمة مستفيد تعليم جدة بمفهوم سعيد”، وفي المركز الثالث حلت المؤسسة العامة لتحلية المياه عن مبادرة “إنشاء أضخم وحدة تحلية في العالم تعمل بتقنية التبخير متعدد التأثير”.
مجال الابداع الأمني:
فاز بالمركز الاول الادارة العامة لمكافحة المخدرات عن مبادرة “معًا لغد مشرق”، وفي المركز الثاني جاءت الدوريات الامنية بمحافظة جدة عن مبادرة “الحزم والعزم”، وحلت بالمركز الثالث الإدارة العامة للمرور بمحافظة جدة عن مبادرة “قاموس الارشاد المروري”.
مجال الابداع المجتمعي المبادرات الربحية:
فاز بالمركز الأول شركة تفاصيل الدولية عن مبادرة “إعادة تعريف الثوب”، وفي المركز الثاني جاءت شركة رازبري عن مبادرة “التنبؤ المبكر باحتمالية فيضان الإنفاق وإدارتها عن بعد”، وحقق المركز الثالث انهوميد عن مبادرة “طبيبك لبيتك”.
مجال الابداع المجتمعي المبادرات غير الربحية:
حصل على المركز الأول جمعية إطعام الخيرية بمبادرة “جدة بلا هدر”، و جاء بالمركز الثاني الادارة العامة للتعليم بجدة عن مبادرة “تمهين”، وحقق المركز الثالث الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز عن مبادرة “مكتبة الملك فهد العامة بجدة”.
مجال المبادرات المجتمعية مبادرات الأفراد:
فازت بالمركز الأول فاطمة عثمان باوجيه عن مبادة القاموس الارشادي للرياضيات، وجاء بالمركز الثاني فريق طريق التغيير عن مبادرتهم “البحث طريق التغيير”، وحققت المركز الثالث معديه محمد العمري عن مبادرة “حملات سافينو التطوعية”.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد في تصريح صحفي عقب الحفل: “ما فيه شك اليوم هو فرحة لنا في جدة بوجود هذا العدد المبارك من المبدعين في جدة هؤلاء من أبناء الوطن أبدعوا بمبادرات جديدة وفي البداية هذه ثمرة الأمير خالد الفيصل عندما وضع برنامج كيف نكون قدوة وطلب من برنامج كيف نكون قدوة أن نجد قدوات في هذا المجتمع يسيرون للمستقبل والباحثين عن التجديد والعمل المميز”.
وأضاف سموه: “نفرح اليوم مع شبابنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا.. ولا يفوتني أن أشكر المحكمين لأن جائزة جدة للإبداع تكاد تكون الجائزة المحكمة بدرجة عالية من التحكيم بحيث أنها ترقى إلى مستوى أي تحكيم عالمي لذلك أردنا أن تكون جائزة من يأخذها يستحقها بغض النظر جهة حكومية أو غير حكومية والحمد لله من أخذها يستحقها ولمن لم يحالفهم الحظ ندعوهم إن شاء الله السنة الجاية يبدأون معنا من الآن بمبادرات جديدة نريد أن نخلق متميزين في هذا البلد والجائزة قيمتها المعنوية أكبر بكثير من قيمتها المادية ولكن فرحتنا بشبابنا وبناتنا هي الأساس والشكر لأهل جدة والمنطقة ونلتقى من فرح لفرح إن شاء الله”.
