لم يأبه “ابراهيم حسين” الذي يناهز الثلاثين ربيعًا لإعاقة بصره، وقدم بصحبة جاره ورفيق دربه “عبيد” ليتعرف بنفسه على الحارة المكاوية ببصيرته العاشقة للتراث، بعدما تسللت إلى مسامعه أخبارها عبر إحدى القنوات المحلية.
يؤكد حسين أنه سعيد بهذه الزيارة التي عرفته على أكثر من 25 مهنة قديمة تعرضها الحارة المكاوية بباعتها المتجولين وأصواتهم التي أعادته لحقب زمنية عتيقة.
ابن جيزان الذي ترعرع بين أحياء المعابدة بمكة، وتحديدًا الجميزة والخانسة يحمل درجة البكالريوس في الشريعة من جامعة الطائف، ودبلوم التربية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ويعد أجمل ما يحظى به هو صداقة جاره عبيد الذي يعتبر بمثابة الأخ له، موضحًا أنه كان يتمنى حضور النسخ السابقة من الحارة المكاوية لكن لم يتح له ذلك، وهو الأمر الذي حفزه على المبادرة لزيارة هذه النسخة.
ويرى حسين أن هذه الفعالية تستحق مزيدًا من الدعم، مطالبًا باستمرارها وتوسيع أزقتها لتتسع لأكبر عدد من الزوار، فهي معلم يجذب الأجيال ويعيدهم لتصفح التراث الذي كان عليه الآباء والأجداد، ويريهم كيف أسهموا في بناء الوطن رغم إمكانياتهم البسيطة وحياتهم المجهدة، مؤكدًا في الوقت نفسه أننا مع الرؤية الوطنية الجديدة، نحتاج لتعزيز التراث في كافة انحاء الوطن.
ولفت حسين إلى أن متابعته للبرامج الثقافية عبر أكثر من قناة وطدت علاقته بالتراث، متمنيًا من الإعلام التركيز على أواصر التواصل الاجتماعي وكل ما يدعم التراث، مختتمًا: “لقد لمست بنفسي عددًا من المهن القديمة التي انقرضت ولم يتح لي معرفتها إلا في الحارة المكاوية”، وموجهًا شكره لكافة المنظمين.