شّرف الله المعلمين والمعلمات بحمل أمانةٍ ورسالةٍ عظيمة هي من أشرف المهن على وجه الأرض..
بها نزداد عزاً ونرتفع قدراً..
فطوبى لمن يسّر سبل التعليم وساهم في اثراء معينها الأصيل.. قاصداً رضى رب العالمين.
لو لم يكن للمعلم إلا شرف هذه الآية لكفى (وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) آل عمران. آية 79.
المعلم شجرة وارفة الظلال يتفيئُ الآخرين بظلها.. نفعاً وأثراً.. فضلاً عن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليُصلون على معلم الناس الخير”.
المعلم هو من يبقى أثره بعد رحيله بكلمة صادقة خرجت من قلب ناصح، فالبذور يُعرف مكانها بعد ذرات المطر..
المعلم المخلص ستجري له أعمال لم تخطر على بال يوم، علَّم ووجّه ونصح.. نعم بالعلم تُقاد الأمم وينهض الجيل إلى معالي الأمور ويتحقق للأمة ما تصبوا إليه من الرفعة والمجد بالعلم تجتث الرذائل وتشاع الفضائل فهل من مشمر إلى منزلة عالية في الدنيا والآخرة!!
وله دعوات ستبقى بعد مماته حيث أورد بعض العلماء قولهم: (أو ولد صالح يدعوا له). شمولها للمعلم.
فهل بعد هذا فَضّل!!
وهل هناك أسمى من كلام الله قول؟!
قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ( سورة العلق آية 1.
المعلم هو الوقود الذي تنهض به الأمم والشمعة التي تنير العتمة وبه أصبحت كل العلوم منارة تشرق على الجميع.
فلا طبيب دون معلم، ولا ضابطاً دون معلم، ولا مهندساً دون معلم.
فهو الأثر الإيجابي في نمو المجتمعات وهو النواة المزروعة في شخصيات البشر وهو الحبر الذي امتلاً به بياض الورق.
هو مصدر الطاقة الإيجابية الدافعة للإبداع، وهو من يصنع لبنات المجتمع الصالح، وجيش الدفاع الأول ضد الجهل ودروب التخلف.
وإن كان للتقدم من إساسٍ فهو الركن الذي لا يستقيم التطور إلا به والقائد الذي لا يسير الركب دونه.
ونقطة ارتكاز تنطلق منها كل العلوم وتنفتح بها العقول..
المعلم هو صديق الكل..
هو شعاع شمس الصباح وبعد الظهيرة والظّل..
هو القدوة والمربي والصاحب والخِل..
هو من يعطي دون ملل وينير الدرب ويعالج الخلل..
هو من يرسم ملامح المستقبل وينفث فيها روح الأمل..
هو أول رقمٍ يبتدئ به العد..
هو الماضي والحاضر والغد..
هو كوكب في السماء يهتدي به الساري إلى المجد..
هو السائر على نهج الأنبياء والرسل..
هو المعرفة ولعقول الجهل طهارةً وغسل..
هو صانع الريادة عنوان المثل..
باختصار، وحتى لا يطول بنا المسار وكما أن الليل يعقبه النهار.
المُعلم ..
شيء من كل شيء جميل تقوم به الأمم وتنهض نحو منصات التقدم والازدهار.



التعليقات 3
3 pings
ام لميس الحميد
28/01/2019 في 10:01 م[3] رابط التعليق
أثابك الله استاذه ابتسام فعلاً انتي طاقه ايجابيه دافعه للابداع 🌹 ادامك الله ذخراً و رفع به درجاتك 🌹
ريم محمد السحيم
28/01/2019 في 10:56 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أستاذتنا الفاضلة المتفانية إبتسام الفلاج وأكثر من امثالك ❤ جهودك تذكر فتشكر….
ام محمد
29/01/2019 في 1:23 ص[3] رابط التعليق
رائعه ومميزه 👍🏻👍🏻