في ضوء مدخل التطوير المهني للمعلم، وما انبثق عنه من اتجاهات معاصرة وتوجهات فلسفية، أصبح التطوير المهني صمام الأمان الذي يضمن رفع كفاءة أداء المعلمين وتنمية اتجاهاتهم الإيجابية نحو العملية التعليمية وتنمية مهاراتهم وممارساتهم التدريسية.
وقد تنوعت مداخل ونماذج التطوير المهني للمعلمين، وبرز من تلك النماذج بحث الدرس وهو نهج في التطوير المهني، يهدف إلى استدامة التعلم المهني، يمارس فيه فريق من المعلمين داخل المدرسة بدعم من قادة المدارس والميسرين دورة بحث الدرس، والتي تبدأ بضبط الهدف البعيد، وتنتهي بكتابة تقرير عن بحث الدرس، من أجل بحث الأفكار الكبرى، واكتساب عادات عقلية منتجة لسد فجوات التدريس (J.Hurd&C.Lewis,2011).
وأظهرت العديد من الدراسات فاعلية هذا النموذج، ومن ذلك دراسة فيديو TIMSS1995، التي كشفت أهمية مدخل بحث الدرس في التطوير المهني داخل المدرسة، و تحسين الممارسات التعليمية، ونتائج تحصيل الطلاب في اليابان. (ستجلروهيربت،1999)
وقد بدأ هذا المنحى في التطوير المهني ينتشر وتعقد له المؤتمرات العالمية، وانطلقت العديد من الدول المتقدمة في الغرب كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والسويد وكندا، وفي بعض الدول الآسيوية كالصين وهونج كونج وسنغافورا، في الأخذ بهذا المنحى واعتماده داخل المدارس، من أجل تطوير المعلمين مهنيًا، ورفع نتائج التعلم. (سيربن وكوب،2006)
ولم تكن وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية بمعزل عن هذا التوجه العالمي، لذا فقد قام المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي بتبني مشروع التطوير المهني القائم على المدرسة “بحث الدرس”.