لم يكن مساء الجمعة الماضي يومًا عاديًا لبلدة الفريق بحلي بمحافظة القنفذة، تلك البلدة العريقة والكبيرة؛ فقد تنفست في صباحها الباكر برائحة القوة والثقة، حتى اقترب المساء في تلك الليلة، ازدادت التركيبة في الثقة، وتحول معه برودة الشتاء القارص إلى شتاء دافئ بفكر الأستاذ عبدالرحمن الحسين الشيخي، إضافة إلى الجانب اللوجستي داخل ملعب الدرة، بالشراكة مع منظومة محترفة متكاملة من أبناء الفريق، تضمن للجميع المتعة والإثارة.
تحول معها الحدث الرياضي إلى بريق في سماء الفريق بصوت سنده، الذي امتزج ذلك الصوت بدرة الفريق، الصوت الذي يملأ النفوس بالجمال والفرح، الصوت الذي لا يشبه صداه أي صدى؛ لأنه لا يعتمد على عبارات التعليق والوصف فقط، بل على ماذا يُقال، وكيف يُقال، ومتى يُقال. صوت سنده الذي نبراته تحمل شيئًا مختلفًا، تحمل صدق الكلمة والمعنى، تحمل بُحّة تكمن جاذبيتها في نبرة مميزة تمنح صوته طابعًا فريدًا لا يتقنه إلا أحمد سنده؛ إضافة إلى المعلق المتميز أحمد بجاش، الذي أطرب الجميع في تلك الأمسية الكروية في شوطها الثاني.
هؤلاء النجوم جعلوا الحاضر بينهم يتابع المشهد بهيكلة تنظيمية عالية، وعمل جماعي نشط، وأدوار متبادلة دون كلل وملل، تحول معه ملعب الدرة إلى وجهة للجميع من محافظة القنفذة والمحافظات المجاورة لها، لحضور روزنامة من الكرنفالات الضخمة، وإضاءات الليزر بأشكال متعددة، وفقرات مختلفة، وفلكلور شعبي عاش معه الجمهور الاستمتاع في أبهى صورة.
وشاهدنا تجارب جديدة في عالم التنظيم لن تشاهدها إلا في الفريق بحلي؛ فهذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة يجنيها كل مجتهد، عمل كبير، وتضحية بالمال والأوقات من أجل النجاح من هؤلاء الرجال، ودعم لا محدود من رجل وضع بصمته المتميزة في الفريق حتى أصبح مكانًا أفضل في كل شيء، بفضل رجاله المخلصين، ودعم هذا الرجل الوفي رجل الأعمال بحني بن إبراهيم الزبيدي، الرجل الذي وضع بصمته بكرم عطائه، وكانت النتيجة التي يتساءل عنها الجميع: إلى أين يا الفريق بتميزك؟!



