منبر - حسن المهجري - جازان:  

في لحظاتٍ غمرها الحزن وأثقلها الوجع، رثى الشيخ يحيى بن حسن دغريري، شيخ قبيلة الدغارير بمحافظة صامطة، ابنته جواهر التي رحلت إلى جوار ربها بعد صراعٍ مرير مع المرض.
وفي قصيدةٍ شعريةٍ تفيض بالحزن العميق والرجاء الراسخ، عبر الشيخ عن لوعة الأبوة وألم الفراق، ممزوجين بدموع القلب ويقين الإيمان بقضاء الله وقدره.
في كلماتٍ تنساب كالدمع وترتفع كالدعاء، رثى الشيخ فقيدته قائلًا:

غَابَتْ جَوَاهِرُ وأَبْقَتْ فِي العُمْرِ مِنَّا أَثَرْ
سَكَنَتْ جِوَارَ الإِلَهِ فِي دَارٍ بِهَا المُسْتَقَرْ

أَمْسَتْ مَلَاكًا تَرُفُّ الأَرْوَاحُ حَوْلَهُ بَشَرْ
تَبْكِي المَآقِي عَلَيْهَا وَالقَلْبُ بِالعَبْرِ انْكَسَرْ

رَحَلَتْ فَأَضْحَى الفُؤَادُ مُثْقَلًا بِالكَدَرْ
يَبْكِي وَيَشْكُو اللَّيَالِي وَالحُزْنُ أَضْنَى البَصَرْ

يَا لَيْتَ صَوْتَهَا يَعُودُ، أَوْ طَيْفُهَا حَضَرْ
لَكِنَّهَا فِي جِنَانِ الخُلْدِ، لا نَصَبٌ وَلا كَدَرْ

يَا زَهْرَةً فِي رَبِيعِ العُمْرِ خَطَفَهَا القَدَرْ
تَرَكَتْ جُرْحًا عَمِيقًا مَا يَدَاوِيهِ الدَّهَرْ

لَكِنْ رَجَاءُ الإِلَهِ فِي رَحْمَتِهِ بِلا حَذَرْ
يُغْشِيكِ عَفْوٌ وَجُودٌ فِي جَنَّةٍ نِعْمَ المَقَرْ

فَاللَّهُمَّ اجْعَلْ مَثْوَاهَا رَوْضَةً تَزْدَهِرْ
وَارْفَعْ مَقَامَهَا عِنْدَكَ بِرَحْمَةٍ بِلَا حَصْرْ

واستذكر الشيخ جواهر الراحلة، واصفًا إياها بـ”زهرة في ربيع العمر”، تاركةً خلفها ذكرى عطرة وجرحًا لا يندمل.
وفي ختام رثائه، رفع يديه داعيًا الله أن يسكنها فسيح جناته، وأن يغشاها بعفوه وجوده في روضةٍ تزدهر.

وقد توافدت التعازي على الشيخ يحيى وأسرته من أهالي صامطة ومنطقة جازان ومن مناطق المملكة، في سيلٍ من التضامن الإنساني العميق. وفي بادرةٍ تعكس التلاحم الاجتماعي والدعم الرسمي،
وتلقى الشيخ برقية تعزية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية.
كما زار محافظ صامطة، الدكتور خفير بن زارع العمري، يرافقه مدير شرطة المحافظة العقيد محمد أبو طويل، منزل الشيخ لتقديم واجب العزاء، معبرين عن خالص مواساتهم، داعين الله أن يجعل مثوى جواهر الجنة، وأن يرزق أهلها القوة والصبر.
وأعرب الشيخ يحيى عن جزيل شكره وامتنانه لسمو وزير الداخلية والمحافظ على مواساتهما الكريمة، التي عززت روح التكاتف الاجتماعي، ولكل من واساهم في مصابهم في وفاة جواهر من أبناء الوطن، مؤكدًا أن هذه المواقف تخفف من وطأة الخسارة وتجسد قيم المجتمع السعودي الأصيلة.