تشهدها المملكة العربية السعودية، ووسط خضم التحولات الاقتصادية الكبرى وفي ظل السعي الحثيث لتحقيق أهداف رؤية 2030، برزت شخصيات قيادية ساهمت بجهودها في إعادة صياغة واقع القطاعات الحيوية، وفي طليعة هؤلاء يأتي الأستاذ حسن بن معجب الحويزي، رئيس اتحاد الغرف السعودية، الذي جسّد نموذج القائد المتفاني، والعقل الاستراتيجي الذي يعمل بإيمان عميق بدور القطاع الخاص كشريك فاعل في تحقيق التنمية الوطنية،
منذ توليه رئاسة الاتحاد، أطلق الحويزي ديناميكية جديدة في العمل المؤسسي، قائمة على المبادرة لا الانتظار، وعلى البناء لا التراكم، وعلى الشراكة الحقيقية لا الشكلية. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة فهم دقيق لمتطلبات المرحلة، واستيعاب عميق لحجم التحديات التي تواجه قطاع الأعمال، وقدرة على تحويل هذه التحديات إلى فرص،
يُحسب للحويزي أنه أعاد تعريف العلاقة بين القطاعين العام والخاص، ليس فقط عبر التمثيل الفاعل في الاجتماعات واللجان، بل من خلال تطوير آليات حوار وتنسيق أثمرت عن تذليل الكثير من العقبات أمام المستثمرين ورواد الأعمال، وفتحت أبوابًا جديدة للنمو والازدهار. لقد جعل من اتحاد الغرف منصة للتكامل بين الطموح الوطني والرؤية الاقتصادية، مؤمنًا بأن القطاع الخاص ليس تابعًا، بل شريكًا وصانعًا للتنمية،
ولعل ما يميز الحويزي أكثر، هو الجدية التي يتعامل بها مع مسؤولياته. فهو لا يكتفي بإدارة المؤسسة من موقعه، بل يتقدم الصفوف، ويقود بنفسه ورش العمل والمشاورات، وينصت بعناية لممثلي الغرف التجارية والصناعية في مختلف مناطق المملكة، حريصًا على ألا تكون القرارات مركزية بعيدة عن الواقع، بل نابعة من احتياجات الميدان. هذه الروح الميدانية أكسبت الاتحاد حيوية جديدة، ورفعت من كفاءته وفاعليته في خدمة قطاع الأعمال،
وشهدت الغرف التجارية، في عهده، انتعاشًا ملحوظًا، ليس فقط في حجم الأنشطة والمبادرات، بل في جوهر العمل ذاته، حيث باتت الغرف تتبنى أدوارًا تنموية حقيقية، وتقدم حلولًا مبتكرة للتحديات التي تواجه منتسبيها. كما أطلق الحويزي مسارات متقدمة في دعم ريادة الأعمال، وتمكين المرأة، وتحفيز الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، متسقًا مع روح المرحلة التي تركز على التنوع والتمكين والاستدامة،
ولم تتوقف جهود الحويزي عند الداخل، بل وسّع من دائرة الحضور الدولي للاتحاد، حيث قاد عددًا من الزيارات الخارجية برفقة نخبة من رجال الأعمال، مستخدمًا الطائرات الخاصة لتيسير التنقلات وضمان تمثيل المملكة بأفضل صورة في المحافل الدولية. وقد أثمرت هذه الجولات عن فتح آفاق استثمارية واسعة، وربط رجال الأعمال السعوديين بنظرائهم في عدد من الدول، من خلال مشاركتهم في مؤتمرات وملتقيات عالمية، نُظمت بدقة واحترافية داخل المملكة وخارجها، وبحضور رؤساء ووزراء دول، وبدعم كريم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومتابعة مستمرة من معالي الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة، ومعالي المهندس خالد الفالح وزير الاستثمار، وسعادة الأستاذ محمد العبدالجبار رئيس هيئة التجارة الخارجية.
وفي قراءة منصفة لما تحقق، يمكن القول إن الحويزي لم يكتفِ بإصلاح البُنية المؤسسية للاتحاد، بل تجاوز ذلك إلى بناء عقلية جديدة داخل منظومة الغرف، قائمة على الأداء، والمساءلة، والشفافية، والتفاعل مع المتغيرات المحلية والدولية. وقد انعكس هذا التوجه في تصاعد مكانة اتحاد الغرف على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث بات يُنظر إليه كجهة تمثيلية حقيقية للقطاع الخاص السعودي، وقادرة على الدفاع عن مصالحه وطرح رؤاه بكفاءة عالية.
إن الإشادات المتكررة من مختلف الفاعلين في القطاعين الحكومي والخاص، ليست سوى شهادة حقيقية على ما تحقق، وكلمة فواز العلمي، أحد الرموز الاقتصادية المعروفة، جاءت لتلخص ما يشعر به كثيرون ممن تابعوا أداء الاتحاد عبر عقود، حين قال إن ما تحقق في عهد الحويزي لم يكن له مثيل في تاريخ الاتحاد، من حيث الحيوية والتأثير والنتائج،
وفي وقت يتطلع فيه الاقتصاد السعودي إلى قفزات نوعية، تبرز أهمية وجود قيادات تؤمن بالعمل الجماعي، وتتقن فن التنسيق والشراكة، وتتحلى بالحكمة والمرونة. وهذه الصفات مجتمعة تتجسد بوضوح في شخصية الأستاذ حسن الحويزي، الذي نجح في الجمع بين القيادة بالرؤية والإدارة بالكفاءة، واضعًا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
ولا شك أن استمرار هذا النهج سيسهم في تعزيز ثقة المستثمرين، وتوسيع قاعدة المشاركة الاقتصادية، وتحقيق المزيد من المستهدفات التنموية، خصوصًا في ظل ما يقدمه سمو ولي العهد من دعم سخي وغير مستغرب للقطاع الخاص، وإيمانه العميق بدوره المحوري في بناء اقتصاد قوي ومستدام.
إن ما تحقق في اتحاد الغرف تحت قيادة الحويزي ليس مجرد إنجازات إدارية، بل هو تحول جذري في مفهوم العمل المؤسسي، يستحق أن يُحتذى به كنموذج للقائد المتفاني الذي يعمل بصمت، ويصنع الفرق، ويترك بصمة تظل حاضرة في الذاكرة الوطنية.
———————–
*رئيس اللجنة الوطنية الخاصة للمجمعات الطبية
رئيس مجلس الأعمال السعودي – التونسي


