في عام 2025، عادت المملكة العربية السعودية لتتصدّر المشهد السياسي العالمي، باستقبالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة وُصفت بالاستثنائية، لما حملته من دلالات استراتيجية، ورسائل إقليمية، وتحالفات متجددة. وقد عكست الزيارة المكانة المتنامية للمملكة، تحت قيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي أثبت للعالم أن السعودية الجديدة تقود لا تُقاد، وتبادر لا تتابع.

الأصالة السعودية في الضيافة: عمق الجذور ونبل الموقف
منذ لحظة وصول ترامب إلى الرياض، كان دفء الاستقبال، وكرم الضيافة، يعكس روح الشعب السعودي المتأصلة في القيم العربية والإسلامية. فالضيافة ليست طقسًا بروتوكوليًا في المملكة، بل هي خُلق متجذر في الوجدان السعودي.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” [رواه البخاري ومسلم].
ويقول الشاعر العربي:
إذا نزل الضيفُ حلَّ النورُ ساحتنا ** وفاحَ طيبُ الكرامِ من أرومتنا
لقد عبّر السعوديون، قيادةً وشعبًا، عن روحهم الأصيلة، مضيفين بذلك بُعدًا إنسانيًا ودبلوماسيًا رفيعًا للزيارة.

محمد بن سلمان: قائد يصنع الحاضر ويؤسس للمستقبل
برز في قلب هذه الزيارة الدور المحوري لولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الذي يتمتع بشخصية فريدة تمزج بين القوة والحكمة، والواقعية والطموح. فسموه لا يمثل فقط قيادة وطنية، بل هو مهندس رؤية جديدة للمنطقة بأسرها.
وتشهد المملكة في عهده قفزات في كل القطاعات: من الاقتصاد إلى التكنولوجيا، ومن السياسة إلى التوازنات الدولية.
كما قال الشاعر:
تَعظُمُ الأفعالُ في سُطورِ الرجالِ ** ويُحكى المجدُ عن سيفٍ وعن خيالِ
في حضرة سمو الأمير، يُكتب المجد بالفعل لا بالقول، وتُبنى الدولة على الطموح لا التردد.

رفع العقوبات عن سوريا: دبلوماسية حكيمة وموقف إنساني
من أبرز المحاور التي ناقشتها الزيارة، الموقف من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا. وقد كانت السعودية من أبرز الدول الداعية إلى رفعها تدريجيًا، ضمن مسار سياسي سلمي شامل يعيد الأمن للشعب السوري.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه” [رواه البخاري].
ومن منطلق الأخوة العربية، تسعى المملكة لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، وتحقيق الاستقرار والكرامة لشعبها.

القمة الخليجية الأمريكية: تحالف من أجل المستقبل
تزامنًا مع زيارة ترامب، انعقدت قمة خليجية أمريكية في الرياض، تناولت ملفات الأمن الإقليمي، الاقتصاد العالمي، والتحول في سوق الطاقة. وقد جاءت القمة امتدادًا لشراكة استراتيجية طويلة الأمد، كان للسعودية فيها دائمًا دور الريادة.
هذه القمة أكدت أن الخليج لم يعد مجرد تابع في السياسة العالمية، بل شريك أساسي في صياغة القرارات وصناعة الاستقرار.

خاتمة: المملكة في قلب العالم
زيارة ترامب 2025 كانت أكثر من مناسبة سياسية؛ كانت انعكاسًا لتحول حقيقي تقوده المملكة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، وبأصالة شعبها وحنكته.
ويا بلادي، قد سما فيك العُلا ** بقيادةٍ للحُلمِ قد نالتْ صدى
وهكذا، تمضي السعودية بثقة، بين ماضٍ أصيل، وحاضر طموح، ومستقبل تصنعه بإرادتها، لا بانتظار غيرها.


