خلال مسيرة الأندية العريقة، هناك محطات خالدة لا تُنسى، وشخصيات تصنع الفرق وتكتب التاريخ بحروف من ذهب. ومن بين هؤلاء القادة البارزين يبرز اسم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن تركي بن فيصل، الذي تولّى رئاسة نادي الهلال السعودي في مرحلة حساسة، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يقود الفريق إلى تحقيق ست بطولات كبرى خلال عشرين شهرًا فقط، في إنجاز غير مسبوق يعكس قدرته الإدارية وحنكته في التعامل مع التحديات.
عندما تم انتخاب الأمير سعود بن تركي رئيسًا لمجلس إدارة نادي الهلال، كانت الآمال معقودة عليه ليواصل النادي مسيرته الحافلة بالإنجازات، ولم يكن التحدي سهلاً، لكنه تعامل معه بروح القائد الطموح الذي لا يقبل إلا بالنجاح. بدأ العمل بخطوات ثابتة، واضعًا نصب عينيه هدف إعادة الهلال إلى منصات التتويج، وتعزيز مكانته كأحد أعظم الأندية الآسيوية. ولم يمضِ وقت طويل حتى بدأ الفريق الكروي الأول بحصد البطولات واحدة تلو الأخرى، في تأكيد واضح على أن الهلال مع الأمير سعود كان يسير في الاتجاه الصحيح.
حقق الهلال في عهد الأمير سعود خمس بطولات خارجية، وهو رقم مذهل يعكس مدى التميز الذي وصل إليه الفريق تحت قيادته. فمن القارة الآسيوية إلى البطولات العربية والخليجية، كان الهلال حاضرًا بقوة، يفرض اسمه كرقم صعب في أي منافسة يدخلها. ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل كان ثمرة عمل دؤوب وإدارة حكيمة حرصت على توفير كل مقومات النجاح، من التعاقد مع أفضل اللاعبين، إلى دعم الجهاز الفني، وتهيئة الأجواء المثالية لتحقيق الانتصارات.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في عهد الأمير سعود بن تركي، تأهل الهلال إلى بطولة كأس العالم للأندية عام 2000 كأول فريق سعودي يصل إلى المونديال العالمي من داخل الملعب، بعد فوزه بلقب دوري أبطال آسيا 1999. كان هذا التأهل محطة تاريخية لنادي الهلال وللكرة السعودية عمومًا، حيث رسّخ مكانة الهلال كفريق عالمي قادر على المنافسة في أكبر المحافل الدولية. وبرغم إلغاء البطولة لاحقًا، إلا أن هذا الإنجاز ظل شاهدًا على عظمة الهلال وريادته في كرة القدم الآسيوية.
ولم يكن هذا النجاح محصورًا فقط على المستوى الرياضي، بل امتد ليشمل الجانب الإداري والمالي أيضًا، فقد كان للأمير سعود رؤية واضحة في إدارة شؤون النادي، واستطاع بفضل دعمه المستمر والعلاقات القوية التي يتمتع بها أن يضمن الاستقرار المالي والإداري للهلال، كان يؤمن بأن النجاح لا يتحقق إلا بتكاتف الجميع، ولذلك لم يتوانَ عن تقديم الشكر لكل من دعمه خلال فترة رئاسته، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، الذي وصفه بصاحب الأيادي البيضاء والوقفات البطولية، والتي كان لها دور حاسم في استمرار نجاحات الهلال.
كما لم ينسَ الأمير سعود بن تركي دور الجماهير الهلالية، التي وصفها بالوفية والحبيبة، فهذه الجماهير كانت دائمًا السند الحقيقي للفريق، ولم تتخلَّ عنه في أصعب اللحظات. وبرغم بعض التقصير الذي قد يكون صاحب فترة عمله، إلا أنه كان صريحًا في الإشادة بدعم الجماهير التي كانت دائمًا القلب النابض للنادي.
لكن لكل مسيرة ناجحة نهاية، وجاءت استقالة الأمير سعود بن تركي من رئاسة الهلال بسبب ظروفه العملية وارتباطاته الرسمية المتواصلة. ورغم رحيله عن منصبه، إلا أنه بقي قريبًا من الهلال، داعمًا ومحبًا للنادي الذي قدم له الكثير. فرحيله لم يكن نهاية لرحلته مع الهلال، بل كان محطة جديدة في علاقة الوفاء المتبادلة بينه وبين هذا الكيان العظيم.
لقد أثبت الأمير سعود بن تركي بن فيصل أن النجاح لا يُقاس بعدد السنوات، بل بالإنجازات التي تتحقق خلالها، وخلال عشرين شهرًا فقط، استطاع أن يسطر اسمه في تاريخ الهلال، كواحد من أنجح الرؤساء الذين مروا على النادي، في عهد ادارة الامير سعود
بن تركي، حقق الهلال (6) بطولات
وهو مالم تحققه فرق اخرى
في ( 20 ) سنة،كان (5 )منها بطولات خارجية
وبلغ مونديال الاندية من الميدان
الذي الغي، كما ان الهلال ايضا وخلال فترة رئاسته وتحديدا في 17-5-2001 حصل على لقب افضل فريق اسيوي لعام 2000م وستظل حقبته شاهدة على أنه عندما يجتمع الطموح مع العمل الجاد والدعم المستمر، فإن الإنجازات تصبح أمرًا حتميًا.

رياضة > الأمير سعود بن تركي بن فيصل.. فارس العالمية وقائد الإنجازات الهلالية في زمن قياسي
17/02/2025 10:04 م
الأمير سعود بن تركي بن فيصل.. فارس العالمية وقائد الإنجازات الهلالية في زمن قياسي
بقلم / عبدالمحسن الجحلان
بقلم / عبدالمحسن الجحلان
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.mnbr.news/424570.html


