شهد جانب مكافحة الفساد في المملكة تطوراً ملموساً انطلاقاً من إدراكها لتأثيره وخطره اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً وثقافياً على أي مجتمع، متخذةً ما يلزم لمكافحته، وتقديم الدعم اللازم للجهات واللجان المختصة، مبرزة جهودها في هذا السياق مع احتفاء العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف 9 ديسمبر من كل عام، وتظل هذه الجهود المبذولة في مكافحة الفساد منجزات هامة؛ إسهامًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 للوصول إلى مجتمع طموح وحيوي ينعم بالنزاهة بجميع بأنماطها.
ويأتي تنظيم هيئة الرقابة ومكافحة الفساد “نزاهة” مؤخراً للمنتدى السنوي 11 خلال هذا العام افتراضيًا بعنوان “إدارة مخاطر الفساد في القطاع العام: التجارب، والتحديات، والحلول”؛ انطلاقًا من مشاركة المجتمع الدولي الاحتفاء بهذا اليوم العالمي؛ وذلك في إطار سعي الهيئة إلى تفعيل الشراكة الدولية الخاصة بالاتفاقيات في مجالي حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وفق مبادئ القانون الدولي والمواثيق، وذلك من خلال تنظيم الدول الأطراف المؤتمرات الإقليمية والدولية؛ لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد.
ويركز الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد في التوعية بمخاطر الفساد على المجتمعات في هذا العالم، وتعاون الجميع محلياً ودولياً للتغلب عليه والحد من أخطاره والقضاء عليه؛ حيث أولت المملكة أهميةً كبرى لتعزيز قيم النزاهة، والشفافية، ومكافحة الفساد؛ عادة القضاء على الفساد واجتثاث جذوره مهمة وطنية للحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية؛ لتكون في مقدمة دول العالم في مكافحة الفساد وأقل نسب فساد في العالم.
ويسلط اليوم العالمي لمكافحة الفساد الضوء على أبرز الجهود والممارسات الناجحة في مواجهة مخاطر الفساد بكل صوره وأشكاله؛ بمشاركة أصحاب الاختصاص والمهتمين ومختلف فئات المجتمع؛ والقطاعين العام والخاص؛ مع الحرص على تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تساهم في التوعية والتثقيف بآثار ومخاطر الفساد على الأفراد والمجتمع.
من جانبها نظمت جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في “نادي نزاهة” وبمشاركة الأندية الطلابية في عمادة شؤون الطلاب، العديد من الندوات الحوارية وورش العمل والدورات التأهيلية والمسابقات الثقافية والعروض المسرحية والمعارض الفنية والصور؛ التي شملتها الفعاليات المقدمة بمناسبة احتفاء دول العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد؛ في ظل سعي الجامعة لتنفيذ سلسلة البرامج التثقيفية بالتعاون مع هيئة الرقابة ومكافحة الفساد؛ تعزيزاً لقيم الأداء المهني الراقي لمكافحة الفساد، ولتعضيد السلوك القويم المستمد من مبادئ الشرع الحنيف في نفوس أبنائنا وبناتنا من خلال استراتيجية واضحة تشمل جميع قطاعات الجامعة
وأوضحت رئيس جامعة الملك عبدالعزيز المكلفة الدكتورة هناء بنت عبدالله النعيم؛ أن الجامعة تسعى لتأدية واجباتها كما ينبغي من منطلق ديني ووطني يحتم علينا الإخلاص والإتقان والنزاهة، والبعد عن كل ما يمكن أن يسيء في تعاملاتها الإدارية والمهنية؛ وذلك من خلال حرصها الدائم على أداء العمل بدقة وإتقان.. وفاءً للأمانة العظيمة التي تحملها، وحفاظًا على المقدّرات الوطنية.
ونوهت بأن مشاركة الجامعة في اليوم الدولي لمكافحة الفساد يعدّ فرصة لبث المزيد من الوعي والتثقيف في هذا الاتجاه، وهي جهود تصب في إطار مشاركة الجامعة قطاعات متعددة ومهمة في المجتمع، وفي مقدمتها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد؛ مشيرة إلى أن الجميع يستطيع أن يضع بصمته في هذا الاتجاه وفق المهام والمسؤوليات المنوطة به، وهو ما سيكون له أثر واضح في تنفيذ خطط الدولة الطموحة.
