لم يفهم الكثيرون من البعيدين عن الشأن الداخلي في برشلونة، سبب تعيين النادي الكتالوني لمدرب كبير في السن من دون إنجازات تدريبية، لتولي منصب تدريب أحد أكبر الأندية في العالم.
وقرر برشلونة تعيين الإسباني كيكي سيتين، المدرب السابق لريال بيتيس، ليتولى المهمة الصعبة جدا، لقيادة برشلونة في ما تبقى من هذا الموسم، والموسمين المقبلين، في قرار مفاجئ جاء بعد إقالة المدرب السابق إيرنستو فالفيردي فورا.
ولا يزال قرار برشلونة بتعيين سيتين، البالغ من العمر 61 عاما، والذي لا يملك خبرة حقيقية في التدريب مع الفرق الكبيرة، يثير الاستغراب، لكن 4 أسباب منطقية هي التي دفعت النادي الكتالوني لوضع ثقتهم بالمدرب الجديد.
الفلسفة
من أبرز النقاط التي صبت بمصلحة سيتين، فلسفته الكروية، التي تطابق فلسفة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، الأب الروحي لبرشلونة.
ويتبع سيتين أسلوب الاستحواذ على الكرة بشكل رئيسي، وهي فلسفة برشلونة الأساسية، التي أسسها كرويف وأعادها للواجهة الإسباني بيب غوارديولا.
الشخصية
ومن العوامل التي دفعت رئيس برشلونة خوسيه ماريا بارتوميو للتعاقد مع سيتين، هي شخصيته “المغمورة” والهادئة، والتي لن تؤدي لأي صدامات مع كبار اللاعبين في النادي.
شخصية المدرب السهلة واسمه الصغير في عالم التدريب، ستمنع الصدامات مع لاعبين مثل ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه وخوردي ألبا ولويس سواريز، الذين لهم كلمة مسموعة في الفريق.
الوضع المتأزم
الوضع المتأزم لبرشلونة أجبر إدارة النادي على اللجوء إلى الحل السهل، بعد سلسلة من الرفض للوظيفة، وبالأخص من أسطورتي النادي السابقتين تشافي هيرنانديز ورونالد كومان.
وبدا واضحا أن وظيفة مدرب برشلونة لن تكون “جاذبة” للمدربين الكبار، خاصة مع الازمات الكبيرة التي عاشها الفريق داخليا وخارجيا في الآونة الأخيرة والتي جعلت من المهمة “شبه انتحارية”.
القبول
من الأسباب الرئيسية لاختيار سيتين هو الاحترام الكبير الذي يكنه لاعبي النادي للمدرب بسبب طريقة لعبه الهجومية التي تدل على عقلية كروية “برشلونية”.
ومن المواقف التي عززت العلاقة بينهم وبين سيتين، عندما هزم المدرب الإسباني وفريقه وقتها ريال بيتيس، بطل الدوري برشلونة، بنتيجة 4-3 على استاد كامب نو، ضمن منافسات الدوري الإسباني عام 2018.
الأداء المبهر لبيتيس وقتها دفع نجم برشلونة سيرجيو بوسكيتس لإهداء قميصه لسيتين بعد اللقاء، ومعه رسالة كتب فيها بوسكيتس: “شكرا لأنك تحافظ على مبادئ كرة القدم”.
