قام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس المنطقة اليوم، بزيارة تفقدية لمحطة قطار الركاب الواقعة شرق مدينة بريدة، يرافقه وكيل الإمارة عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان، وأعضاء مجلس المنطقة، وعدد من مدراء الإدارات الحكومية بالمنطقة.
وكان في استقبال سموه بمقر المحطة، معالي رئيس هيئة النقل العام المشرف العام على الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” الدكتور رميح بن محمد الرميح، حيث شاهد خلال الجولة آخر استعدادات الشركة قبل إطلاق خدماتها لنقل الركاب بالقصيم، بدءًا بمناطق خدمات الركاب، وقسم إصدار التذاكر وتسليم الأمتعة، والتعريف ببقية الخدمات، ثم استقل سموه قطار الركاب في رحلة قصيرة، اطلع خلالها على الشكل النهائي للقطار بدرجتيه الأعمال والضيافة، وخدماته، والخصوصية التي تمنحها الشركة الحديدية للعوائل، إضافة إلى المداخل والمخارج، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
بعد ذلك رأس سموه جلسة مجلس المنطقة غير العادية للعام المالي 1437 / 1438هـ بإحدى القاعات المخصصة داخل محطة القطار، حيث تركز النقاش على جوانب الاستعداد لإطلاق الخدمات في بالمحطة، ومدى التعاون القائم بين مختلف القطاعات، بحضور معالي رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح، ونائب الرئيس للبنى التحتية الدكتور بشار بن خالد المالك، ومدير عام المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الصقير.
ورفع سموه التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد، ولي ولي العهد -حفظهم الله-، بمناسبة صدور ميزانية المملكة لعام 2017م وما تضمنته من برامج وقرارات مهمة تؤكد متانة الاقتصاد السعودي. وقال سموه إن ما صدر في هذه الميزانية يدل دلالة واضحة على أن بلادنا والحمد لله تسير في الاتجاه الصحيح نحو التطور والتقدم بما يخدم الوطن والمواطن، ويحقق أعلى درجات الأمان، لافتًا النظر إلى أن الأرقام التي أُعلنت تؤكد أن التنمية في تصاعد مستمر، وأن قادة البلاد عازمون على مواصلة تنمية الوطن ورفاهية المواطن, على الرغم من كل الظروف المحيطة، مشيدًا ببرامج الإصلاحات التي أكدت عليها ميزانية هذه العام، مؤكدًا أن ذلك كله يأتي في مصلحة الوطن والمواطن.
وأثنى سمو أمير المنطقة على ما يتمتع به المواطن السعودي من ثقة كبيرة في قيادته، ما جعل الوطن مضرب المثل في وحدة صفه ولحمته، ما جعل بلادنا ولله الحمد في منأى عن الفتن والقلاقل التي عصفت بالكثير من البلاد المحيطة بنا، محذرًا من الانسياق خلف المرجفين الذين يريدون ببلادنا السوء، ويحسدوننا على ما أتانا الله من فضله. وأفاد بأن الجلسة عُقدت للاطلاع على آخر المستجدات التي تمت بالمحطة، ومستوى الخدمات المقدمة لها من الإدارات الحكومية، ومدى جاهزية قطار الركاب، مشيرًا إلى أن المحطة تعد إضافة كبرى للتنمية بالمنطقة لما تقدمه من خدمة للمواطن، وعنصر جذب فعال للمنطقة، التي ستلبي بإذن الله احتياجات المواطنين والمقيمين في هذا البلد الطيب المعطاء.
واستعرض الدكتور المالك الخدمات التي تقدمها المحطة وآلية عملها وتشغيلها، وما تحققه من أهداف عديدة بأكثر من مجال منها، أمن الطرق والسلامة المرورية وراحة الإنسان التي تعد الهدف الأساسي والأول للدولة وجهود شركة “سار” في تهيئة الشاب السعودي لتولي مهام إدارة وصيانة وتشغيل مرافق الخطوط الحديدية من خلال مختلف التخصصات التي يقدمها المعهد لمتدربيه. وشكر سموه في ختام الجلسة الجميع على مداخلاتهم ومقترحاتهم، ولأعضاء ولجان المجلس على ما بذلوه من جهود وتعاون خلال الفترة الماضية، وذلك إثر انتهاء الفترة الحالية لعمل المجلس في فترته السادسة.
وأكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تنفذ وتخطط لخدمة الوطن والمواطنين، مشيرًا إلى ما نرى من نقلات حضارية بمناطق المملكة، بسواعد رجالٍ مخلصين، مشيدًً بالقطار الذي سيربط عدة مناطق تضمنت المناطق الشمالية، ومنطقة حائل، والقصيم، مرورًا بمنطقة الرياض، ثم المنطقة الشرقية. وقال سمو أمير منطقة القصيم: “اجتمعنا اليوم للاطلاع على ما أنجز في هذه المحطة، وعقد مجلس المنطقة في مكان الحدث، للوقوف عليه ومشاهدة عمله عن قرب”، لافتًا إلى أنه سيبدأ تشغيل المحطة الجزئي نهاية شهر 2 من عام 2017م، مشيدًا بالإنجازات التي شاهدها في المحطة وعمل مسؤولي شركة “سار” الذي يتصف بالجد والاجتهاد والاخلاص، متفائلًا بالمحطة التي وصفها بالنقلة التنموية والحضارية لمنطقة القصيم.
وأضاف: “استعرضنا في مجلس المنطقة جميع الخدمات التي قُدمت للمحطة من القطاعات الحكومية”، لافتًا إلى أن مجلس المنطقة منذ ثلاثة أشهر يعمل على متابعة وترتيب هذه الزيارة، ووضع الدراسات لكيفية ربط غرب المنطقة وجنوبها بالمحطة، إضافة إلى كيفية استفادة أجزاء منطقة القصيم كافة من محطة قطار الركاب، ومؤكدًا على أن المنطقة مقبلة على تطور كبير خصوصًا في عنصر النقل، حيث أن المحطة ستشكل نقلة نوعية لربط المنطقة شمالًا وجنوبًا حتى يصل القطار لمنطقة الرياض، ومنه للمنطقة الشرقية، وأيضًا طريق القصيم مكة المباشر الذي سيخدم دوليًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه المشروعات ستحدث نقلة تنموية لوسط المملكة.
وكشف سموه عن أنه سيكون على متن هذا القطار عربة صحية مجهزة لنقل المرضى إلى منطقة الرياض إذا كان هناك تأخر في النقل الجوي الصحي، مفيدًا بأن الخدمة تطبق لأول مرة، لافتًا الانتباه إلى أن القطار سيساعد في النقل للقطاع الخاص، وتقديم الخدمة لنقل المنتجات والبضائع خلال ساعتين ونصف من وإلى القصيم الرياض. كما أفاد سمو أمير منطقة القصيم بأن في المنطقة معهد لتدريب القياديين في شركة “سار” بمدينة بريدة، حيث يعد الوحيد من نوعه بهذا المجال، ويقوم خريجوه من العناصر الشابة المؤهلة بتزويد كباتن القطارات بالمعلومات والتفاصيل اللازمة، مفتخرًا ومعتزًا بهؤلاء الرجال والمهندسين الذين يقومون بقيادة وإدارة مثل هذه الشركات. وأشاد سموه بما صدر من خادم الحرمين الشريفين في إطلاق حملة للتبرع لأشقائنا في سوريا بدأها بالتبرع، داعيًا الله أن يحفظ على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها.
مما يذكر أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” بدأت تجاربها على قطارات الركاب منذ منتصف عام 2015م، وذلك استعدادًا للتشغيل الفعلي قريبًا، حيث وصلت سرعة القطار 200 كيلو مترًا في الساعة، وتأتي المرحلة التجريبية -التي استمرت أكثر من عام- للتأكد التام من مدى سلامة كامل أجزاء بيئة المشروع التي تشمل البنية التحتية والقطارات وأنظمة الإشارات والتحكم إلى جانب الكادر البشري الذي يقوم على إدارة وصيانة التشغيل، وذلك قبل إطلاق الخدمة فعليًا لنقل الركاب والبضائع.