مازالت الاعتداءات على المملكة العربية السعودية موضوع تعاليق واستنكار الرأي العام العربي والدولي حيث أصبح الاعتقاد راسخاً بأن إيران تمارس أعمالا تخريبية ترتقي إلى إرهاب دولة، لذلك على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته لأن هذا من شأنه المساس بأمن كل المنطقة بل يتعداها إلى تهديد الاقتصاد العالمي...فكان على الدول العربية ،بصفة خاصة، التنسيق فيما بينها والرفع من جاهزيتها للتصدي لهذا العدو الصفوي المشترك، وذلك بدعم التحالف العربي وتوسيعه ليشمل أكبر عدد ممكن من الدول والواجب يحتم علينا اتخاذ موقف موحد كقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية...مع إيران لتشعر بالعزلة وتجني ثمار عدوانها على بلد عربي هام بحجم السعودية التي لن تسقط في فخ الابتزاز بفضل حنكة سياسييها ومناوراتهم الوطنية والذكية.
السعودية ليست داعية حرب بالرغم من امتلاكها لترسانة من الأسلحة المتطورة، فهي تستطيع مهاجمة كل من يهدد أمنها لكنها تجنح دوما للسلم والسلام لأنها أرض سلام وأمان وهذا ما جعلها محل تعاطف وولاء من جل دول العالم...فهل يتوافق المجتمع الدولي على كبح جماح هذا العدو البغيض الذي يريد زعزعة استقرار وأمن الخليج العربي، تلك المنطقة الهادئة،الآمنة؟
فالاعتداء على منشأتي أرامكو ووقف الحرائق المندلعة بها في وقت قياسي وسرعة استئناف الانتاج, أثبت جدارة الفنيين والكفاءات السعودية وحرفيتهم العالية على تجاوز هذا الاعتداء الخسيس وكان كذلك اختبارا جديا لتقييم مدى تلاحم الجبهة الداخلية وتصديها لهذا الأخطبوط الذي قسم لبنان، ودمر سوريا، وعبث بالعراق ولم يكن يتوقع ردة فعل المجتمع الدولي الرافض لمثل هذه التصرفات الرعناء والتي جعلت من إيران مصدرا للإرهاب وراعية له.فقد انكشف المستور وستدفع فاتورة تعنتها غاليا.
______
*كاتب تونسي