ما من شك في أن الاقتصاد السعودي يرتكز بالدرجة الأولى على عائدات البترول، ولكن حكمة الملك وحنكة وذكاء سمو ولي العهد ارتأت أن تعتمد على روافد أخرى، من شأنها ديمومة هذه المسيرة الموفقة لنمو اقتصادي متصاعد فوجدت السياحة أنجع السبل لذلك.
والسعودي بطبعه يميل إلى الترفيه فهو يسافر خارج وطنه وينفق أموالًا كان من الأجدر أن تنتفع بها المالية العمومية، وبفضل التفكير الصائب للقيادة السعودية دخلت المملكة في طور جديد من التمشي الاستراتيجي الداخلي، فأولت أهمية قصوى للمجال السياحي، ويبرز ذلك من خلال تدشين خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لعدة مشاريع ضخمة من شأنها التعريف بما تزخر به المملكة من وجهات سياحية عالية الجودة تقصدها العائلات فتزيد من الألفة بين أفرادها، وذات طاقة تشغيلية هائلة.
فقد تابعنا تدشين المشروع السياحي الضخم المطل على البحر الأحمر "نيوم"، وهو من أكثر المشاريع السياحية طموحًا في العالم من حيث مساحته وموقعه ومرافقه، وكذلك محمية شرعان في العلا التي أعطى سمو ولي العهد إشارة انطلاقها بكل فخر واعتزاز، كما اتخذت قرارات جوهرية لإعادة الاعتبار لعدة مواقع أثرية وطبيعية كقرية ذي عين التراثية في الباحة والجبل الأخضر في وسط مدينة أبها، وشلالات المياه الموسمية والجبال ذات التشكيل المتنوع في تبوك.
كل هذا استرعى اهتمام المؤرخين والمولعين بالجمال الطبيعي الذي منَّ الله به على المملكة التي دعت إلى مزيد من تثمين المهرجانات الوطنية كالدرعية والجنادرية وغيرهما، مما سيدعم المجال السياحي لتصبح السعودية وجهة سياحية مفضلة، وتعيش طورًا جديدًا من الحداثة يعزز مكانتها المرموقة على النطاقين الإقليمي والدولي، لتصبح السياحة صناعة ناجحة ورافدًا من روافد الاقتصاد المزدهر بفضل قدرات وكفاءات وطنية، عمل سمو و ولي العهد على دعمها، و هذا ما حدا بإيران وبنظام الحمدين وأتباعهما افتعال محاولات يائسة للتقليل من أهمية هذه المسيرة الموفقة للسعوديين الذين حازوا احترام وتقدير الأمم المحبة للخير والسلام والرقي، فهنيئًا لأشقائنا هذا التنوع في مصادر تمويل اقتصادهم الوطني المزدهر لمنفعة البلاد والعباد، وليوفر على شعوب منطقة الشرق الأوسط عناء التنقل إلى منتجعات غربية وأوروبية فتبقى العملة الصعبة في منطقتنا العربية، وكما يقول المثل الشعبي: "الماء الماشي للسدرة الزيتونة أولى به".
--------
*تونس